أعلنت شركة سما للطيران اليوم تسريح غالبية موظفيها، مؤكدة أن سعيها للحصول على تمويل إضافي لم يحرز أي تقدم؛ ما دفعها إلى هذا القرار الذي وصفته ب"المؤسف". وجاء القرار المفاجئ الذي يخص الموظفين، بعد قرار الراحة المدفوعة الأجر الذي عممت به الشركة الأسبوع الماضي؛ حيث لم يكن يتوقع الموظفون أن يتم الاستغناء عنهم وتسريحهم بهذه السرعة.
وأكدت الشركة اليوم عدم مقدرتها على إعادة تشغيل العمليات بشكل سريع. مشيرة إلى أنها تتجه إلى إعادة هيكلة التنظيم على المدى الطويل، ومؤكدة أنها إضطرت نتيجة لهذه الأمور إلى خفض مستوى العمالة، معلنة أن اليوم 28 أغسطس سيعتبر آخر يوم عمل لغالبية الموظفين.
ولم تكتفِ الشركة بهذا القرار بل طالبت الموظفين بإرجاع جميع ممتلكات الشركة من بطاقات وأجهزة محمول وجوال وغيرها، في إشارة إلى إعلان توقف الشركة فترة طويلة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة بروس آشبي في تعميم التسريح الموزَّع على موظفي الشركة: "أعزائي موظفي سما، إن مناقشتنا مع مختلف الجهات الحكومية المعنية حول وضع سما للطيران مستمرة ليلاً ونهاراً منذ خطابنا السابق لكم، كما تم إحراز بعض التقدم في مجال نقل عملائنا على شركات الطيران الأخرى، ونحن مستمرون في بحث سبل أخرى للحصول على تمويل إضافي، وللأسف حتى هذه اللحظة لم يُحرز أي إلتزام ثابت حيال هذا الجانب، ومن الناحية العلمية هذا يعني أننا لن نصبح قادرين على إعادة تشغيل العمليات على وجه السرعة، وبدلاً من ذلك نحن أمام إعادة هيكلة للتنظيم على المدى الطويل. ولأن استئناف العمليات لن يتم بسرعة فيؤسفني بشدة أن أقول إننا أيضاً سوف نضطر إلى خفض مستوى العمالة في الشركة؛ حيث سيعتبر عمل اليوم 28 أغسطس 2010 آخر يوم عمل لغالبية موظفي الشركة، وسوف نطلب من بعض الموظفين البقاء فترة أطول من أجل المساعدة على إيقاف العمليات وتنظيم الأمور الإدارية وكذلك مواصلة عملية نقل عملائنا لشركات الطيران الأخرى. وما لم يتم إعلامك خطياً اليوم من قبل الرئيس التنفيذي للشركة أو الرئيس التنفيذي للعمليات بطلب مواصلة العمل لفترة أطول فسيعتبر اليوم آخر أيام عملك في الشركة، وستقوم الشركة بدفع آخر مرتب بما في ذلك نهاية الخدمة والتعديلات وتقديم المخالصة النهائية في غضون الأسابيع المقبلة".
وأضاف: "يمكنك العودة بالطبع إلى المكتب خلال الأيام القليلة المقبلة لأخذ أي ممتلكات شخصية، ويجب تسليم ممتلكات الشركة بما في ذلك شارة الهوية وبطاقة المرور الخاصة بالمطارات والكمبيوتر المحمول والجوال والوثائق الخاصة بالشركة وما إلى ذلك، وإذا كنت من الموظفين الذين تم إخطارهم بالاستمرار فسوف تبقى في الخدمة حتى آخر يوم عمل حسب التوجيه في حينه، ونحن نقوم بترتيب دفع الرواتب لعدد محدود من الموظفين الباقين للمساعدة في إنهاء إجراءات إيقاف التشغيل".
وتابع: "مرة أخرى يؤسفني أن الوضع قد وصل في النهاية إلى هذه المرحلة، وأتوجه بخالص الشكر والتقدير لجميع الجهود التي بذلتموها بكل إخلاص".
ورمى قرار التسريح بظلاله على نحو 500 شاب سعودي من الموظفين بالشركة تزامناً مع قرب الإجازة وأيام عيد الفطر المبارك، خاصة أن غالبية الموظفين يعولون أسراً وعوائل، وأصبحوا بين عشية وضحاها عاطلين عن العمل.
يُشار إلى أن شركة سما قررت وقف رحلاتها ابتداءً من يوم "الثلاثاء" الموافق 24 أغسطس 2010؛ نتيجة الأزمات المالية التي تمر بها الشركة، وتسبب القرار في تسريح مئات الموظفين السعوديين العاملين في الشركة، رغم أن غالبيتهم يعولون أسرهم وتُعتبر رواتب الشركة الدخل الوحيد لهم.