اختتمت ندوةِ الحج الكبرى أعمال دورتها ال 39 مساء أمس الثلاثاء، في رحاب مكةالمكرمة، بحضور أكثر من 200 باحث من العلماء والفقهاء من داخل المملكة وخارجها، ممن اجتمعوا على طاولة "تعظيم شعائر الحج". وتطرقت الجلسة العلمية الثامنة للندوة ل "شعيرتي الإحرام والتلبية.. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها" للباحث في مجمع الفقه الإسلامي بالهند امتياز أحمد محمد صديق، و"الوسطية والتيسير بالعبادات.. الحج ومناسكه" للأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالأردن مروان عواد الفاعوري، و"تعظيم شعائر الحج في السنة النبوية من خلال حديث عروة بن مضرس الطائي - رضي الله عنه - لوكيل كلية الشريعة والقانون للجودة والتطوير الأكاديمي بجامعة جازان بالسعودية الدكتور عبدالرحمن بن عمر المدخلي، و"إحرام المرأة بين الإتباع والابتداع" لأستاذة العقيدة والمذاهب الفكرية المعاصرة بجامعة أم القرى ورئيسة اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بالسعودية الدكتورة سميرة عبدالله بكر بناني.
وأبرزت المحاضرة الرئيسة الرابعة للندوة جانب تعظيم الرسالة المحمدية للملة الإبراهيمية لعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان.
وأثرى الحضور من خلال مداخلاتهم ومناقشاتهم جانب الوسطية الذي حبا الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم والتسهيل على هذه الأمة، مناشدين كافة المسلمين من كل بقاع الأرض ممن أدوا مناسك الحج أن يفسحوا المجال لغيرهم، واعتبار ذلك من ضمن تعظيم شعائر الحج.
وأوصت الندوة بأن تعظيم الشعائر ينبغي أن يكون بالتزام الإخلاص لله تعالى وتوحيده، مع خضوع القلب وانكساره وبالإتباع دون الابتداع في كل مرحلةٍ من مراحل الحج، وبإتقان أداء الشعائر وإقامتها على أكمل وجوهها، ومعرفة أسرارها وحقوقها وما لها من تفضيل وإجلال، مؤكدة أن تحقيق الأمن في الحج هو وجه أساسي من وجوه تعظيم المشاعر والشعائر، مشددة على تعاون الجميع على تحقيق هذا المقصد الشرعي الجوهري.
وأكدت أن الفساد والتخريب وتعكير أجواء الأمن والعبادة على الحجاج والمعتمرين بأي عمل من الأعمال هو نوع من أنواع الإلحاد المندرج تحت قوله تعالى: "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم، مؤكدة على عدم استغلال هذا الموسم للدعايات الشخصية والحزبية والصراعات الطائفية والمذهبية والصدح بالهتافات السياسية.
ونوهت بأن موسم الحج يرمي إلى تجسيد وحدة المسلمين وتضامنهم ونبذ ما يدعو إلى التفرقة بينهم، وفي هذه الدعاياتِ معارضةٌ صريحة لمقصد الحج الوحدوي، وأن من أبرز مقاصد الشرع من تعظيم شعائر الله هي تزكية النفوس وترويضها على الفضائل، وتطهيرها من النقائص والرذائل، وتحريرها من رق الشهوات وإعدادها للكمال الإنساني المنشود.
وفي الختام قدم الباحثون والمحاضرون والمشاركون في الندوة وافر الشكر وعظيم التقدير والامتنان إلى وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، وإلى كافة العاملين في وزارة الحج، وإلى أمانة الندوة ولجانها المختلفة على حسن الوفادة والرعاية ودقة التنظيم، والجهود الكبيرة لإنجاح الندوة وتحقيق أهدافها.
يشار إلى انه جرت العادة على إقامة ندوة الحج الكبرى سنوياً من خلال وزارة الحج إبرازاً للدور الحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، وتأكيداً على المشروعات والتطورات المتلاحقة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- وترسيخاً لمبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج.