احتل الحطب والميفا (التنور) قائمة طلبات منازل أهالي جازان لعيد الأضحى المبارك؛ بسبب ما تزخر به المنطقة من الموروثات الشعبية في الأعياد التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث سجّلت أسواق الحطب مع قرب إطلالة الأيام الأولى لعيد الأضحى المبارك ارتفاعاً مفاجئاً في آخر الأيام التي تسبق العيد، حيث بلغ سعر الحزمة التي كانت تُباع بخمسة ريالات، الضعف، كما وصلت بعض حزم الحطب إلى 25 ريالاً. وبيّن العاملون بالسوق، أن سوق جازان يعيش حالةً من الانتعاش الاقتصادي والتجاري من قِبل المستهلكين، خصوصاً قبل عيد الأضحى المبارك،علماً أن تقارير اقتصادية قدّرت أن حجم سوق الفحم والحطب في السعودية يتجاوز 22 مليون ريال خلال العام الواحد.
وأبدى عددٌ من المواطنين امتعاضهم الشديد من استغلالية أصحاب المحال، مؤكدين أن طمع أصحاب تلك البسطات وصل إلى ذروته مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك واللجوء إلى الحطب، باعتباره أنسب وسيلة لإشعال الميفا الذي يتم الطهي فيه.
من جهته، طالب أحد المواطنين ويُدعى محمد غبري، وزارة التجارة ممثلة في حماية المستهلك، بالتدخُّل ووضع تسعيرة موحدة للحطب، أسوة بغيره من السلع الاستهلاكية، لمنع الاستغلال الذي يمارسه أصحاب البسطات والمحال.
وذكر أن الميفا يحتل ركناً أساسياً في البيوت الجازانية، وعلى الرغم من تطور وسائل الطهي الحديثة، إلا أن البيت الجازاني ظلّ وفياً ل "الميفا" الذي يحتل مكانةً مهمةً على مدار العام، وتزداد أهميته خلال عيد الأضحى المبارك.
و"الميفا" أو "التنور" هو وعاء فخاري يُصنع بطريقة تقليدية خاصّة، ويتوافر في الأسواق الشعبية بالمنطقة ويتم فيه طبخ المأكولات الشعبية كحنيذ اللحم الجازاني المشهور.
ولا يكاد يخلو منزل في جازان من "الميفا" في شكله الطيني المعروف على مدى سنوات طويلة، والذي بات يشكل ضرورةً لتحضير الأكلات الشعبية كالخمير والمغشات والحواسي، إضافة إلى الأسماك والإيدامات.
وتستعيد الذاكرة في جازان الوجبات الأساسية في عيد الأضحى، ومنها وجبة «المحشوش» التي يتفنن الطهاة من أهالي المنطقة في طبخها.