كشف قائد أمن محافظة أبين اليمنية العميد عبد الرزاق المروني عن مقتل قيادي سعودي فاعل من عناصر ما يسمى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن منطلقا لاستهداف أمن المملكة، خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها محافظة أبين جنوبي اليمن أمس الأول. ولم يشأ العميد المروني الإدلاء بأي تفاصيل عن هوية القاعدي السعودي، غير أنه اكتفى بالتأكيد على أنه قيادي مهم وبارز في تنظيم القاعدة في اليمن، وأنه سقط ضمن سبعة هاجموا قوى الجيش في أبين، بينهم يمني يدعى أحمد الدراديش، وهو قيادي في التنظيم الإرهابي. ووفقا لتقرير أعده الزميل عبد الله العريفج ونشرته "عكاظ"، أعلن قائد أمن محافظة أبين عن وجود حملة أمنية وعسكرية ضخمة مزودة بأسلحة ثقيلة تحكم حصارها منذ الجمعة على أوكار عناصر القاعدة في مديرية لودر، حيث يتحصن فيها ما لا يقل عن 60 من أفراد التنظيم الإرهابي، بينهم أكثر من خمسة سعوديين على الأقل، وأن عملية الحسم باتت وشيكة. دون أن يحدد الآلية التي سيحسم فيها الحصار، في الوقت الذي ذكر فيه مصدر حكومي محلي أن قوى الأمن تتفاوض مع المحاصرين لتسليم أنفسهم دون إراقة دماء أوسقوط ضحايا مدنيين. ولفت المروني إلى أن العناصر المحاصرة استخدمت منازل لمواطنين يمنيين في مديرية لودر، بينما وضعت المواطنين أنفسهم دروعا بشرية، وهو ما أبطأ ساعة الحسم، مبينا أن حصيلة قتلى الأمن والجيش خلال الأيام الماضية قد بلغت 13 من عناصر الأمن فيما سقط سبعة من عناصر القاعدة إلى جانب بعض المدنيين الأبرياء وعشرات الإصابات جراء المواجهات بين القوات الحكومية وعناصر التنظيم الإرهابي. وكانت مواجهات مسلحة ضارية في مديريتي مودية ولودر قد دارت الجمعة بين قوات يمنية ومسلحين ينتمون لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، على إثر قيام سبعة من عناصر التنظيم بمهاجمة دورية عسكرية وإحراق مدرعة تعود للجيش اليمني، كانت تقل جنودا في مديرية لودر جنوبي اليمن، وقاموا بإحراقها نتيجة استهدافها بقذيفة ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود على الفور. وأشار قائد أمن محافظة أبين أن القيادي السعودي القتيل كان من ضمن السبعة الذين هاجموا المدرعة العسكرية، لكنه لم يؤكد أو ينف ما إذا كان القيادي المهم هو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة اليمني سعيد الشهري. وقال: «لا أستطيع أن أتحدث عن أسماء أو أحدد هويات قتلى سقطوا أخيرا في المواجهات بين قواتنا وعناصر القاعدة، لكن المعلومات التي لدي تقول إن القتيل السعودي قيادي مهم وبارز في التنظيم». ومنذ عدة شهور بدأ تنظيم القاعدة في اليمن في تطبيق استراتيجية إجرامية في معاركه مع القوات اليمنية، إذ تهدف تلك الاستراتيجية إلى استهداف رجال الأمن والجيش ومقارهما بغية بث الرعب في نفوسهم لأجل الكف عن ملاحقة ومواجهة القاعدة وعناصرها وبث رسالة مفادها مثلما تهاجموننا في أماكننا وتقتلون عناصرنا فنحن بالمقابل قادرون على الوصول إليكم وقتلكم في أي مكان، وأن هذا ليس صعب المنال وهو ما تحقق على أرض الواقع خلال الفترة الماضية، إذ ركزت القاعدة في هجماتها على استهداف مقار ومصالح أمنية في أكثر من محافظة يمنية، خصوصا في عدن وحضرموت، إلى جانب استهداف قادة أمنيين في كمائن نصبها التنظيم الضال. وأكد العميد المروني على التعاون الأمني الوثيق بين المملكة والجمهورية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب وإبطال مخططاته الإجرامية من خلال تبادل المعلومات وسرعة تمريرها بهدف التضييق على الإرهابيين وإحكام الخناق على تحركاتهم ومن ثم إفشال نواياهم الشيطانية الشريرة. وقال: «التعاون بين جهزة الأمن في بلدينا في أفضل مستوى، وأن أمن المملكة واليمن كل لا يتجزأ، تجسيدا لرغبة وتحقيقا لتطلعات القيادتين السياسيتين الشقيقتين في الرياض وصنعاء». ونفى المسؤول الأمني اليمني ما تردد من معلومات وصفها بالخطأ عن تستر مواطنين في محافظة أبين على عناصر القاعدة وإيوائهم وتزويدهم بالمؤن والسلاح، مؤكدا أن تعاون المواطنين في تعقب عناصر القاعدة كبير، وهو ينطلق من حرص الإنسان اليمني على أمن وطنه وسلامة مواطنيه والحفاظ على مقدراته وصيانة منجزاته. وشكل تسليم أمير القاعدة في محافظة الجوف جمعان صافيان نفسه للسلطات، ومن ثم تسليم المعتقل السابق في جوانتنامو علي حسين التيس نفسه للسلطات أيضا ضربة موجعة لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في حين توقع مسؤول حكومي محلي أن يحذو العشرات من عناصر التنظيم حذو صافيان والتيس، لاسيما وأنهما عنصران مؤثران في التنظيم، الأمر الذي يضع القاعدة في اليمن في مأزق تراجع عناصرها بتسليم أنفسهم للسلطات في وقت تحرص فيه على جذب المزيد من العناصر الجدد وتجنيدهم.