يعيش "جابر دليم القحطاني" في أحد الأودية السحيقة بتهامة قحطان، بعد أن أجبرته الحياة على الرضوخ للعيش بأسرته في واد لا تتوفر فيه من الحياة الكريمة سوى "سلك كهربائي" لتشغيل أربع لمبات تبرع له بها أحد جيرانه. "سبق" زارت "جابر دليم" في مقر سكنة المكون من أربغ غرف من الشبك الحديدي المغطى بالشراع البلاستيكي الذي يجعل البيت "كالسون" لا تتعدى مساحة الغرفة ثمانية أمتار مربعة، فيما قسم "جابر" الشبوك إلى: غرفة للجلوس، وغرفتين للنوم، ومطبخ.
وقال جابر: إنه سكن وادي شني من أكثر من 35 عاماً، ولم يتطور في حياته سوى الشبوك التي لا تقيهم تقلبات الجو، ولا تحميهم من الزواحف التي أصبحت هاجساً مخيفاً له ولأسرته المكونة من تسعة أفراد، فضلاً عن الحشرات التي تشاركهم طعامهم.
وأضاف جابر: الزواحف، خاصة الثعابين، هي أكبر خطر يهدد حياة أسرته، بالإضافة إلى الحشرات الناقلة للمرض، فضلاً عن وجود المنزل على ضفاف وادي شني الذي يهدد حياة أطفاله عند جريانه وقت الأمطار.
وأردف القحطاني أن جاره أمده بالكهرباء، مؤكداً خوفه الشديد منها في حال انكشاف أحد الأسلاك؛ لأن السكن من الحديد الموصل للكهرباء؛ ما قد يؤدي إلى صعق جميع أولاده، خاصة أوقات الأمطار، حيث يخرج جميع أطفاله خشية التماس الكهربائي.
وعن دخله المادي، قال جابر إنه لا يوجد له دخل سوى الضمان الاجتماعي، وما يجود به أهل الخير، بعد أن فقد أكثر من 500 رأس من الماشية على مدى العقدين الماضيين بسبب مرض السل.
وناشد جابر أهل الخير والمؤسسات الخيرية مساعدته على بناء غرفتين تؤويان أطفاله، وتقيهم شر الثعابين التي تتربص بحياتهم.