أطلق مركز الأمير سلمان للشباب "خدمة خطط" الإلكترونية ضمن مبادرته الجديدة "خطط" وهي منصة إلكترونية تفاعلية تهدف إلى إتاحة الفرصة للشباب لتحديد الأهداف والمهام ومتابعة إنجازها والاهتمام بها حسب مجالها والخطوة المحددة لتحقيقها، وذلك على مسرح جامعة دار العلوم في الرياض، الأربعاء الماضي. وانطلق الملتقى الذي شهد حضوراً كثيفاً بلغ أكثر من 2000 شاب وشابة، بتقديم عرض عام حول المتحدثين والمحطات التي سيديرونها، تبع ذلك تقديم عرض قصير يتناول قصة شاب مع التخطيط.
ثم قدّم الملتقى فيلماً مرئياً يسلّط الضوء على مركز الأمير سلمان للشباب ورؤيته وأهدافه وما يقدمه من أنشطة وفعاليات مختلفة تستهدف فئات المجتمع، وتخلل الجلسات عدد من العروض المرئية الخاصة بالجمعيات الخيرية دعماً لهم، فيما تضمّنت المشاركات تقديم مجموعة من التمارين التحفيزية التي تسهم في سرعة وصول المعلومة للجمهور الذي تنوّع في فئاته.
وركز الملتقى على تخطيط الوقت خلال الجلسات حيث تم وضع مؤشر رقمي لكل جلسة بحيث لا يتجاوز الخبير الوقت المخصص له من باب تخطيط الزمن للجلسات والملتقى حيث انتهى الملتقى في الوقت المحدد له، ووزع في الملتقى على جميع الحضور مجموعة من المنتجات التي تنوعت في الاستفادة منها وكان من ضمنها خطة سنوية وخطة أسبوعية للتخطيط.
واستهل الملتقى محطاته بمحطة حملت عنوان: "التخطيط.. مشروع حياة"، قدّمها المهندس تركي التركي خبير إدارة المشاريع، إذ أكد على أهمية تفعيل أسلوب التخطيط قبل الإقدام على أي خطوة عملية، معتبراً أن التخطيط يشكّل طريقاً مساعداً لوصول المرء لمبتغاه ومطلبه.
وقال "التركي" في محطته: " للتخطيط أهمية قصوى يجب أن نعيها جميعاً، فهو يعني رسم الطريق الأمثل للوصول للهدف، وتحديد ماهية الخطوات التي يجب اتباعها قبل أن نسلك طريقاً عملياً أو حتى حياتياً يشمل حياتنا الأسرية والاجتماعية، كما يجب أن نعمل على أن يكون تخطيطنا شاملاً وليس محدوداً، وألا يكون على المدى القريب والمتوسط وحسب، وإنما يجب أن يمتد ليطال التخطيط على المدى البعيد، فهذا يسهم في إعطائنا انطباعاً عن النتائج التي يمكن أن تحدث، وكلما كان التخطيط مميّزاً ومثالياً، كلما كانت النتائج الإيجابية هي الأكثر توقّعاً".
عقب ذلك تم تقديم مقطع قصير، تبعته المحطة الثانية التي حملت عنوان "المال.. ادخار واستثمار"، قدّمها الدكتور كمال شعبان عبدالعال خبير التخطيط المالي، نوّه من خلالها على كيفية ترسم الفرد لخطّته المالية، مشدّداً على أن الاستقلال المالي والادخار والاستثمار تعدّ أضلاعا يجب الاهتمام بها للاستفادة من المال.
وأضاف في محطته: "يشكّل التخطيط المالي أهمية لكونه يؤدي دوراً مساعداً في وصولنا إلى امتلاك الموارد المالية الكافية ليعيش الفرد حياة مرضية وآمنة وذات جودة ممتازة، وليحصل الفرد على استقلال معيشي يساعده على حماية مبادئه الأخلاقية في جميع الظروف، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه علمياً مفهوم الكرامة المالية، كما أن للاستقلال المالي ضرورة قصوى، نظراً لأنه يسهم في تمكين الفرد من تحقيق أهدافه في الحياة.
وقال "عبدالعال" إن فئة الطلاب الجامعيين بإمكانهم التميّز في التخطيط المالي من خلال عملهم بمعدل لا يتجاوز 4 ساعات يومياً أو العمل أيام عدة من الأسبوع، بحيث لا يؤثر ذلك على واجباتهم الحياتية والعلمية، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب من العمل يمثّل مصدراً ممتازا للدخل والخبرة.
وقبل تقديم المحطة الثالثة، تم عرض فيلم يتناول ماهيّة التخطيط ومدى أهميته، ليقدم بعد ذلك الدكتور فهد السنيدي خبير فن الاتصال، محطته التي حملت عنوان "الاتصال.. عين التواصل"، مبيّناً أنه لا يمكن أن يكون هناك أي عمل دون اتصال.
وقال السنيدي في محطته: "يمثّل الاتصال الشريان الذي يغذّي المنظمات والمؤسسات حيث يتم تبادل الأفكار والمعلومات والمقترحات والأوامر والخطط والسياسات، فيما يعدّ المرسل هو ذلك الذي يملك مجموعة من الأفكار والمعلومات التي يود أن ينقلها إلى الطرف الآخر، إذ لا بد أن تتوافر في المرسل مزايا الاتصال الفعال، علماً أن ما نسبته 95 في المائة من خطأ الرسالة يكون بسبب المرسل، كما يجب أن يتم اختيار القناة أو الوسيلة المناسبة لإيصال الرسالة إلى المستقبل بصورة ناجحة وفعالة، سواء كانت صوراً أو رسومات أو الوسيلة المباشرة أو الهاتف أو الندوات وغيرها، إذ يتم اختيار الوسيلة حسب نوع الاتصال".
وأوضح أن مراحل الاتصال تعني عناصر وخطوات الإعداد لعملية الاتصال، كما أنها توجب الإجابة على ستة أسئلة تشكل مراحلها وتبين كيفية تنفيذ عملية الاتصال وهي: "ماذا ولماذا وأين وكيف ومتى ومن".
وتلا ذلك عرض فيلم آخر يتناول المؤسسات الخيرية ودورها في خدمة المجتمع، ثم عرض نتائج استبانة بعنوان "اتجاهات الشباب السعودي في التخطيط".
واختتم خبير الموهبة والإبداع الدكتور إبراهيم علوي، المحطات الأربعة، بمحطة جاءت بعنوان "الحلم.. صناعة الواقع"، شدّد فيها على أهميّة التحلّي بالعزيمة والإصرار والتحدّي، داعياً الجميع إلى وضع هذه المبادئ في خطواتهم.
وأوضح أن التحدّي هو أن تصلح محرّكاً عاطلاً، فهو يعكس جانب الإصرار في الفرد وعدم اليأس والكسل، وإنما بذل الجهود لتحقيق الطموح الذي يأمله ويرغب في الوصول إليه، وكل ذلك له ارتباط بضرورة التخطيط وإنشاء همّة تتطلع بها لبلوغ القمة، ووضع قاعدة أمامنا مفادها (تلك أحلام اليوم ولكنها حقائق الغد)، كما يجب علينا الاهتمام بوضع أهداف لحياتنا والتخطيط لكيفية تحقيقها، وأن نفعّل أسلوب (خطّط ثم نفّذ)، لذا من الضرورة أن نهتم بجميع هذه العوامل".