أكد الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم أن المملكة واصلت مسيرتها وفق منهج الإسلام الصحيح لبناء الدولة الإسلامية العصرية، بما يثبت للعالم أجمع أن الإسلام يحث على التطور والأخذ بأسباب القوة والاستفادة من كل جديد. وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر السعودي للتقنيات المتقدمة الذي عُقد في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض اليوم الثلاثاء، قال "الفيصل": "بلادنا لم ترق إلى هذا المستوى بسبب البترول، بل بحنكة القيادة، في توظيف موارد البلاد واستثمار مقدراتها، يعضدها تجاوب المواطن، وتعاونه في أداء دوره، وإن نجاح التجربة السعودية، كفيل بأن يجعل منها أنموذجاً يغري الآخرين من المسلمين باتباعه وتبنيه، وعلينا أن نواصل المسيرة لنربط بدايات الماضي بنهايات المستقبل، لنكن مطورين مبدعين، لا ناقلين تابعين مقلدين".
وأضاف: "تطوير المجتمعات وتنميتها حق مشروع لكل مجتمع إنساني، مع أهمية وجود رؤى واضحة تنطلق من قيادة بصيرة، تعتمد نهج الدراسات والإستراتيجيات، ولقد شرعنا في المملكة في تنفيذ عدة إستراتيجيات منها الخطة الوطنية للعلوم والابتكار في مرحلتيها الأولى والثانية، كما تبنينا استراتيجية تحول المملكة نحو مجتمع المعرفة بالتعاون مع المعهد الكوري للتنمية".
وأردف: "وزارة التربية والتعليم تبنت إستراتيجية لتطوير التعليم العام، تعنى بتعلم العلوم والتقنية، والهندسة والرياضيات وتعليمها، وتوج ذلك بالبرنامج التنفيذي لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم، لتقديم التعليم المميز في بيئات مدرسية جاذبة، وتوفير الأوعية المعرفية الأكثر حداثة، وتهيئة الفرص للطلاب الموهوبين والاستثمار في العقول الشابة بإنشاء أكاديميات نوعية متخصصة للموهوبين متقدمة في مناهجها وبرامجها وأساليبها".
وتابع: "البرنامج ركز أيضاَ على ربط المدارس بالإنترنت والتعليم الإلكتروني عبر الشبكات الداخلية للمدارس وقدم دعماً سخياً للمعامل، كما أن الوزارة الآن بصدد استكمال تجهيز جميع فصول المدارس بتقنيات الفصول الذكية، وأجهزة الحاسبات، ويتزامن ذلك مع توفير الأجهزة اللوحية للمعلمين لاستثمار التقنية في عمليات التعليم والتعلم".
وقال وزير التربية: "الوزارة تبنت مناهج تعليمية في العلوم والرياضيات بمواصفات عالمية تدعم النشاط والتعليم الذاتي بدون حفظ أو تلقين، وتشجع مشروعات الطلاب، وتعتمد العمل المختبري الواقعي والافتراضي باستخدام تقنيات التعليم والتعلم، وذلك يتزامن مع تدريب داخلي وخارجي لمعلمي ومعلمات المادتين بمشاركة بيوت خبرة عالمية متقدمة، ومن خلال منحى التطوير المهني الذي يعتمد على استثمار التقنية وتفعيل مجموعات التعلم المهنية الافتراضية وتوفير مصادر مفتوحة ترسخ نقل المعرفة وبناءها التراكمي".
وأضاف أن الموهوبين يحظون باهتمام خاص من خلال مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع "موهبة"، مستشهداً بمقولة خادم الحرمين الشريفين حول كون هذه المؤسسة ليست حكراً على أحد، بل هي شراكة بيننا جميعاً نحن المواطنين دون استثناء، وهي كالنبتة الصغيرة، لا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً، أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمأمنا ليشتد عوده صلباً، وتورق أغصانه ظلاً.
واستعرض "الفيصل" بعض الإنجازات التي تحققت ل"موهبة" على إثر هذا الاهتمام ويتضمن ذلك تحقيق المملكة المركز الثالث في مهرجان إنتل للعلوم والهندسة " آيسف 2014 "، وحصول طلاب المملكة على مستويات متقدمة في الأولمبيادات العالمية والإقليمية للرياضيات والفيزياء والكيمياء والمستوى الأول في أولمبياد الخليج للرياضيات، إضافة إلى ما تحقق مؤخراً في حصول المملكة على المستوى الأول في الأولمبياد العربي للكيمياء.
وأشار إلى أن التحول نحو مجتمع المعرفة لا بد أن يتسق مع طبيعتها، فهي منتج جماعي ديناميكي متراكم، يتطلب الانفتاح الفكري، والعمل الجاد المثابر والتعاون الواسع واستثمار كافة العقول من الجنسين، وتوظيف التقنية بكافة مستوياتها، والمراهنة عليها من أجل مستقبل واعد، وما هذا المؤتمر إلا صورة من العمل الجماعي المحلي والعالمي، تتجلى فيه ثمرة التعاون بين عدد من المؤسسات الوطنية، ضمن موضوعات تمثل أولويات، لكل المؤسسات الحكومية والخاصة.
وقال: "من أهدافنا المهمة، في تنمية الثقافة العلمية، العمل على تطوير منحى التعليم الممتع للعلوم، لذلك سعينا إلى تجهيز المراكز العلمية وتشغيلها، في عدد من المدن ضمن خطة متدرجة، إضافة إلى تجهيز المراكز العلمية المتنقلة، التي تتجول بين المدارس، وتنمية الاتجاهات العلمية الإيجابية، لدى الطلاب والطالبات".
وشكر "الفيصل" منظمي المؤتمر، وعلى رأسهم الدكتور محمد السويل، على اعتماد محور خاص، لتعليم العلوم والتقنية، والهندسة والرياضيات، متمنياً أن يتبع ذلك خطوات عملية، وأن يستمر هذا التنسيق المباشر الفاعل، مع وزارة التربية والتعليم، لما فيه صالح الوطن وأبنائه وبناته.