كشف المدير التنفيذي بمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الدكتور سلطان السديري أن المملكة العربية السعودية تعد من أكثر الدول التي تعاني من حجم ومستوى الأمراض المسببة للإعاقات المختلفة لدى الأطفال حديثي الولادة. وأوضح أن الإحصاءات تبين أن هذه الأمراض تظهر في واحدة من كل ألف حالة ولادة مقارنة بالدول الأخرى، حيث تقل هذه النسبة إلى (4000:1) في أمريكا وأستراليا وألمانيا، وإلى (7000:1) في اليابان. وقال السديري إن "أطباء الأطفال في المملكة يواجهون يومياً صعوبات عدة في معالجة الأطفال الذين يعانون من أمراض الإعاقة الذهنية بسبب أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء، ولو قدر للأطباء اكتشاف هذه الأمراض مبكراً خلال 72 ساعة من زمن الولادة على أبعد تقدير فسيكون من الممكن الوقاية منها أو معالجتها بشكل فاعل بإذن الله". واعتبر "أن الكشف المبكر والمستمر يمثل وسيلة أفضل لفهم حالات الإعاقة ونوع التحديات التي يواجهها الأشخاص المعاقون في المملكة". وقال إنه "من خلال البحث العلمي الدقيق يعمل المركز كخط دفاع لرصد ومجابهة العديد من الأمراض الوراثية، مما يسهم فعلياً في إنقاذ العديد من الأطفال من خطر الإعاقة". ويتضمن الكشف المبكر أخذ عينة دم من كعب الطفل خلال 72 ساعة من الولادة، وتسليمها إلى المختبر المخصص لتحليلها والكشف عن نحو 16 نوعاً من أمراض التمثيل الغذائي وأمراض الغدد الصماء الخطرة والقاتلة أحياناً التي تعتبر من أكثر الأمراض الوراثية المسببة للإعاقة الجسدية والذهنية لدى الأطفال، ومعظمها قابل للعلاج بإذن الله بعد الاكتشاف المبكر لمسبباتها. وأضاف أن مركز "الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة" يعمل وبدعم من وزارة الصحة على توسيع هذا البرنامج ليشمل الكشف على ما يقرب من 300,000 مولود خلال الفترة القادمة، ومن المخطط أن يتزامن ذلك مع حملة إعلامية موسعة لرفع الوعي العام بأهمية البرنامج تمهيداً لتطبيقه على أكثر من 500,000 مولود في جميع مستشفيات المملكة العامة والأهلية في المستقبل. وقال: قد تتسبب الإضطرابات الخلقية والوراثية بحالات حادة من التخلف العقلي أو المرض أو حتى الموت المبكر، إن لم يتم علاجها خلال السنوات الأولى من عمر الطفل.