لم يترك المتضررون من قرار هيئة الاتصالات وقف خدمة ماسينجر البلاك بيري ليلة البارحة، تمر دون أن يسجلوا احتجاجهم على هذه الخطوة، معبرين – في الوقت ذاته - عن عميق حزنهم لوداع الجهاز، الذي يوصف بالأكثر ذكاء. ورفع شباب سعوديون متضررون من إيقاف الخدمة شعار "يعيش البلاك بيري وليسقط مدير هيئة الاتصالات" على صفحة أنشئوها على موقع الفيس بوك الشهير؛ في محاولة منهم لإيقاف القرار الصادر بحق أجهزتهم المفضلة. واستعان المنضمون إلى الصفحة ومنشئوها بصورة لشاب يرتدي شماغاً ويخفي ملامح وجهه بينما يحمل الشعار في أحد شوارع المملكة، فيما لا يتعدى وصف المجموعة لنفسها كلمات محدودة، فهي مجموعة أنشئت لتعليم مشتركي البلاك بيري والمتضررين من قرار الإيقاف، كيفية تشغيل الخدمة عن طريق الشرائح الدولية. واقترح بندر عبدالله أحد المشتركين في الصفحة حلاً لمن أسماهم المتعلقين ب"البي بي"، حيث اقترح عليهم إحضار شرائح دولية وتفعيلها لمدة خمسة سنوات، ليتم استخدام الخدمة من خلالها، دون أي مشاكل. من جهة ثانية، قام أعضاء المجموعة وعدد من الشباب على أرض الواقع أكبر حفلة لوداع "البلاك بيري" البارحة، ورغم حداثة الصفحة إلا أن عدد المشتركين فيها بلغ نحو 100، فيما عجت برسائل الاحتجاج على القرار. وحملت صفحة أخرى أنشئت للغرض ذاته وحملت عنوان "معاً من أجل منع قرار إيقاف خدمة البلاك بيري"، حيرة الشباب الذين تساءلوا عن موعد القرار وسر عدم تنفيذه متوقعين حدوث "الكارثة"، على حد وصفهم بين لحظة وأخرى. وزادت حيرة المستخدمين بعدما قطعت خدمة "ماسينجر بلاك بيري" عنهم لمدة أربع ساعات انتهت بعودتها من جديد. وأعلن موظفون في خدمة العملاء في شركتي "إس تي سي" و"موبايلي" المشغلتين للهاتف النقال في المملكة، لوكالة فرانس برس، طالبين عدم الكشف عن هوياتهم، أنه في الواقع لم يحصل أي وقف للخدمات وأن الشركتين تنتظران تأكيداً رسمياً لقرار الهيئة. وعكست بعض الرسائل البريدية المتداولة على الشبكة العنكبوتية ورسائل "البرودكاست" المتداولة بواسطة البلاك بيري، نظرة الكثير من الشبان في المملكة لوقف الخدمة التي اعتادوا على وجودها لفترة. وتنوعت تلك الرسائل ما بين جنائز وهمية "للبلاك بيري" ورسومات كاريكاتير ونكات أطلقها الشباب، مودِعين فيها أشهر ما تمخض عن خدمة ماسنجر بلاك بيري، ولعل أبرز ما تم هو توديع حملة "عزيزي... مثلاً". من جهة ثانية، ذكرت تقارير صحفية، أن خلافات حادة نشبت بين موزعي أجهزة "البلاك بيري" والمحال التجارية بسبب رفض الموزعين استعادة الأجهزة بعد قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إيقاف خدمات الماسنجر على تلك الأجهزة اعتباراً من اليوم. وأكد عدد من أصحاب المحال، أنهم بصدد رفع دعوى قضائية ضد الموزعين للالتزام ببنود العقود الموقعة معهم التي تلزمهم باستعادة أجهزتهم عند عدم بيعها، متوقعين أن تتجاوز الخسائر 100 مليون ريال.