قال المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ: إن للمسجد أهمية كبرى في الإسلام، وله دور في حياة المسلم، فهو مكان للعبادة وطلب العلم، ومنبر للدعوة إلى الله، وتوجيه الناس إلى الخير والصلاح. جاء ذلك في كلمته بمناسبة انعقاد ملتقى "دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية" أيام 21-23 من الشهر الحالي، الذي ينظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالرياض بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض.
وأضاف في الكلمة أن "المسجد في المجتمع المسلم يؤدي رسالتين مهمتين، الرسالة الأولى: تحقيق العبودية الخالصة لله عز وجل، فهو بيت من بيوت الله عز وجل، فقد أضافه إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، فقال سبحانه (وَأَنَّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أَحداً)، ورغّب سبحانه في بناء المساجد وعمارتها وأخبر أن عمارها المؤمنون بالله واليوم الآخر".
وأوضح أن "المساجد في الإسلام دور عبادة وذكر وتضرع وخضوع لله سبحانه، ومواضع تسبيح وابتهال وتذلل بين يدي الله سبحانه، ورغبة فيما عنده من الأجر الكبير، ومدرسة لتعليم كتاب الله وترتيله وحفظه".
وقال إنه نظراً لأهمية هذا الجانب من رسالة المسجد، أوجب الإسلام أداء الصلاة المفروضة جماعة في المسجد، وجعل لمرتادي المساجد فضلاً كبيراً ومنزلة عالية، فكل خطوة إلى المسجد ترفع درجة، وأخرى تحطّ خطيئة، وجعل ارتياد المساجد من علامات الإيمان، كما جعل المسلم الذي قلبه معلق بالمساجد ممن يظلهم الله في ظل إلا ظله. ومن عطّل المسجد من هذه الرسالة، ومنع الناس من ذكر الله فيه كان من أظلم الناس.
وأضاف: "أما الرسالة الثانية التي يؤديها المسجد، فهي أنه منبر للخطابة يوم الجمعة، ولا يخفى ما لخطبة الجمعة من تأثير كبير في الناس وفي أفراد المجتمع المسلم، فإن خطبة الجمعة التي تلقى من على منبر المسجد تلعب دوراً إصلاحياً مهماً في حياة المسلمين، وتحقّق أهدافاً ومقاصد مهمة في سبيل التربية والتوجيه والإصلاح".
وذكر أن من تلك الأهداف التي تحققها خطبة الجمعة: "إحياء القلوب بالوعظ والتذكير بالله تعالى وبحسابه وجزائه في الآخرة، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم المسلمين أمور دينهم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".