صرح المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأن مهربي المخدرات بدأوا في استخدام السواحل الشرقية والغربية للمملكة في تهريب مادة الحشيش المخدر، بعد أن أحكمت السلطات السعودية الرقابة والتشديد على المنافذ البرية، مشيراً إلى أن الأمن السعودي يلمس تعاوناً كبيراً من جانب دول المنشأ والعبور في التضييق على المجرمين. وقال "التركي": "لا يمر يوم دون إحباط ثلاث عمليات، وفي العام الماضي تم إحباط 900 عملية، وهناك 56 لجنة مشكلة في مناطق المملكة لهذا الشأن، بالإضافة إلى حرس الحدود الذي يحبط عبر لجانه عمليات أخرى خاصة فيما يتعلق بالقات".
وعقدت وزارة الداخلية مؤتمراً صحفياً عصر اليوم للإعلان عن إحباط تهريب وترويج مخدرات تزيد قيمتها السوقية عن 1.8 مليار ريال، خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وقال "التركي": "العمليات الأمنية واجهت مقاومة مسلحة نتج عن بعضها إصابة 43 من رجال الأمن، بالإضافة إلى مقتل 4 وإصابة 6 من مهربي ومروجي المخدرات، فيما تم القبض على 1197 ألف ومائة وسبعة وتسعين متهماً، 456 سعودياً و741 من 35 جنسية مختلفة، لتورطهم في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج المخدرات، كما كشفت الوزارة عن ضبط 17.6 مليون ريال بحوزة المهربين إلى جانب 506 قطع من أسلحة مختلفة و18193 طلقة حية منوعّة".
وفي رده على سؤال ل "سبق" حول أجهزة الكشف البدائية على الممنوعات في المنافذ الحدودية؛ أجاب اللواء منصور التركي بأن مصلحة الجمارك تضم أجهزة تقنية، وهي الجهة المعنية بتوضيح نوعية الأجهزة لديها، مشيراً إلى أنه لا علم له بمدى كفاءتها.
وحول نتائج التحقيق مع المهربين خلال العملية قبل الأخيرة؛ قال "التركي" إنهم تجاوزوا مرحلة التحقيق عشرة أشهر، وأظهرت مراحل التحقيق تورط أسماء لم تظهر أثناء عملية التوقيف.
وأضاف: "الإنجاز يحسب دائماً في مكافحة المخدرات بثلاثة أشياء: ضبط الكميات والقبض على المهرب وتوقيف المستقبِل، ووسائل التهريب متجددة ومتنوعة، والمهربون أحياناً يستخدمون التحليق في أجواء المنافذ لمسافة قصيرة مثلما حدث في الشمال قبل سنوات".
وأردف: "جزء كبير من الكميات المضبوطة عبارة عن أقراص الإمفيتامين وهي مواد سهلة التصنيع في المنازل والاستراحات، وتم الكشف عن مصنع داخل المملكة قبل سنوات، وهي مواد خطرة ومتعاطيها يعتقد أنها لا تترك أثراً ظاهراً عليه، مع أن مستخدم العقاقير سلوكياته ظاهرة للعيان".
واستبعد "التركي" أن يكون حي الفيصلية في الرياض قد تحول إلى مأوى لتهريب وتجارة المخدرات، وقال: "الفيصلية مثله مثل بقية المناطق والأحياء المستهدفة، وهو تابع لشرطة الرياض".
وبخصوص نوعية قضايا سجن المباحث بالحائر؛ قال "التركي": "السجن معد بالدرجة الأولى للمتورطين في قضايا الإرهاب، أما مهربو المخدرات ففي الغالب يتم تحويلهم للسجون العامة الأخرى".
وأضاف: "موسم الحج يخضع لنفس التدابير والإجراءات المتبعة طوال العام للكشف عن المخدرات، ورجال الأمن يؤكدون دائماً أنهم على قدر المسؤولية".
وأردف: "الوافدون ضمن شبكات المتاجرة الإجرامية في الداخل وعادةً ما يتم ضبط المرسل والمستقبل من نفس الجنسية، ولا يمكن أن نحدد دولة بعينها تعمل على التهريب المتواصل، والدليل أن جمهورية السودان ربما تدخل لأول مرة في قائمة الدول التي تصل المخدرات إلينا منها".