دشنت "مجموعة أولاد وبنات الرياض التطوعية" أمس، مشروع "سقيا" لتوزيع المياه الباردة على العاملين تحت أشعة الشمس. وقالت المجموعة إن هؤلاء (عمال الصيانة والبناء) رجال أساسيون في حياتنا، لولا أن الله قدر وجودهم بيننا لما بنيت البيوت ولما رصفت الشوارع". وأضافت: إنه لمن المحزن أن نراهم في منتصف الظهيرة يكدحون وتضرب الشمس رؤوسهم بحرارتها اللاهبة، فكأس من الماء البارد يمكن أن تخفف معاناتهم". وأوضحت المجموعة أن مشروع "سقيا" نبع من مكالمة هاتفية صغيرة بين اثنين كانا السبب في توزيع 8 آلاف كأس على أكثر من 7 مواقع في الرياض. وقال منظمو المجموعة: تواصلنا مع أكثر من 8 شركات للمياه لترعى المشروع وفق خطة محكمة وعمل متقن، إلا أنها رفضت. وأضافت: تطوع شابان بشراء 200 كرتونة فيها 8 آلاف كأس وتطوع آخر لاستئجار سيارة لتبريد هذه المياه.
وأوضحت: "اجتمع أمس أكثر من 30 شاباً في نقطة منتصف بينهم ووضعت كراتين الماء البارد في سياراتهم كل حسب طاقة (سيارته) وانطلقت مجموعات لتوزيع الماء وعلى الوجوه ابتسامات مشرقة وتفيض من أرواحهم الرحمات فخراً وإيماناً بدورهم في التغيير.
يقول أحد منظمي المجموعة: ربما لا أكون مخطئاً إن قلت إن من أمتع الأشياء في الحياة شرب الماء البارد بعد الإجهاد والعمل الشاق إذا كنت ممن يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة في مشروعات مثل: جامعة الإمام، جامعة الملك سعود، حفريات شارع الملك عبدالله، مشروعات حي الصحافة، والعقيق والغدير، ونفق طريق عثمان بن عفان، والدرعية وحي الندى. وذكرت المجموعة ل"سبق" أن أعضاء "مجموعة أولاد وبنات الرياض التطوعية" قرروا أن يثقوا بقدراتهم وعلموا أن لهم دوراً كبيراً في نهضة بلادنا العزيزة وتنميتها، وأن لهم ما يكفي من القدرات ليشكلوا فارقاً ويحدثوا تغييراً إيجابياً عظيماً فيما حولهم، ولن يكتفوا أبداً بالشجب والاستنكار والنقد، بل إنهم يعملون فيما يمكنهم العمل به، ويحاولون حل المشكلات من حولهم. وأضافوا "أنهم لم تعجبهم كثيراً كلمات الناس من حولهم حين يقولون (أنتم رجال المستقبل) فيردون عليهم بكل ثقة وقدرة وإيمان: (بل نحن رجال اليوم). وعزمت المجموعة على تكرار مشروع "سقيا" الأسبوع المقبل بشكل مطور وموسع، متمنية أن تتعاون معها شركات المياه والعصائر لإنجاح المشروع. يذكر أن "مجموعة أولاد وبنات الرياض التطوعية" التي تعمل بإشراف نجيب الزامل، عضو مجلس الشورى، المهتم بالعمل التطوعي، بدأت قبل سنة في مشاريع متنوعة مع جمعية البر، وأمانة الرياض، والهلال الأحمر، والدفاع المدني وغيرها. وتهدف المجموعة إلى نشر التطوع وتفعيله في الرياض، وتحلم هذه المجموعة أن تكون كل الرياض متطوعين، وأن تغطي المشاريع التطوعية كل الرياض.