أخلى أكثر من 400 خريج من كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و28 مواقع تجمعهم على أرصفة مبنى وزارة التربية والتعليم بعد حالة اعتصام بدأت منذ صباح الأحد الماضي طلباً لتعيينهم أسوة بزملائهم، حيث توجهت جموع غفيرة منهم اليوم الأربعاء من العاصمة الرياض إلى مناطقهم، بعد مكوثهم ل 72 ساعة تحت درجات حرارة مرتفعة تجاوزت حاجز ال 49 درجة، فيما لا يزال بعضهم يتلقى العلاج في مستشفيات الرياض نتيجة الإصابة بضربة الشمس أثناء تجمعهم تحت لهيب الشمس الحارقة. وجاء هذا القرار على خلفية اجتماع جرى صباح أمس بين الخريج مغرم الغامدي المتحدث باسم الخريجين من دفعتي عامي 1427 و1428ه والدكتور سعد بن سعود آل فهيد ،وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية، حيث ذكر الخريج الغامدي أن الدكتور الفهيد أكد له أن سمو وزير التربية والتعليم، الأمير فيصل بن عبدالله، وجَّه أمس الأول بإنهاء معاناة هؤلاء الخريجين بشكل عاجل، وأشار الغامدي إلى أن مفاهمات واتفاقات جرت مساء أمس الثلاثاء وصباح اليوم بين الخريجين والمسؤولين بوزارة التربية تمخضت عن وعدهم للمرة الثانية بعقد دورة تأهيلية لهم تساعدهم على اجتياز القياس وتسهم في رفع كفاءتهم عند التحاقهم بالتدريس، حيث ستبدأ تلك الدورة خلال الفترة من 16 شوال المقبل وحتى 16 من ذي القعدة للعام الجاري، وسيعقد لهم بعد الدورة مباشرة اختبار استثنائي لخريجي برنامج الحصر من دفعتي عامي 27 و 28 ومن ثم تعيينهم فوراً مطلع ذي الحجة المقبل، حيث سيتم ترسيمهم مع زملائهم الذين تم تعيينهم قبل عدة أسابيع وإقرار أثر رجعي مالي لهم. وأضاف الغامدي أن الدكتور الفهيد أكد اجتماع اللجنة المختصة بتعيين خريجي كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و 28 مع مسؤولي الجامعات التي ستعقد فيها الدورة التأهيلية للخريجين وذلك لتحديد مواقع الكليات وقدرتها الاستيعابية تمهيداً لتوزيع الخريجين عليها. وكان أكثر من 400 خريج من كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و28 قد بدؤوا في الاعتصام أمام مبنى وزارة التربية صباح الأحد الماضي ولمدة 3 أيام، مطالبين بتنفيذ الأمر السامي الكريم الذي صدر مطلع عام 1430ه القاضي بتعيينهم، أسوة بزملائهم، تعرضوا أثناء تجمعهم للإصابة بضربات الشمس، والإغماء والإعياء الشديد، حيث إن تجمعهم كان تحت أشعة الشمس الحارقة بدرجة حرارة لامست 50 درجة، كما اتخذوا من الأرصفة مكاناً لنومهم طيلة فترة اعتصامهم، واستهلكوا لترات كبيرة جداً من المياه - بسبب درجة الحرارة المرتفعة – والتي استخدموها في إسعاف من يغمى عليه منهم جراء كثرة الوقوف تحت الشمس، كما امتنعوا عن الأكل والشرب، ما حدا باختصاصيي التغذية لزيارتهم في أماكن تجمعهم على أرصفة مبنى وزارة التربية للاطمئنان عليهم والوقوف على حالتهم النفسية والعضوية، ومحاولة ثنيهم عن الإضراب عن الأكل والشرب.