صادَقَ الشيخ العلّامة عبد الله بن سليمان المنيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي، على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - للعلماء والمشايخ، بأن يطردوا الكسل عنهم، والتي قال فيها: "ترى فيكم كسل وفيكم صمت، وفيكم أمر ما هو واجب عليكم.. واجب عليكم دنياكم ودينكم، دينكم، دينكم.. وربي فوق كل شيء". وأكّد المنيع أن خادم الحرمين الشريفين، سيرى ما يسرّه من إخوانه العلماء ببيان الكثير من شبهات الضلال وأصحاب الفتن الضالة والمتتابعة من شياطين الإنس والجن، مطالباً مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، بقيادة العلماء في هذا الأمر، وقال: نأمل من المفتي باعتباره رئيس هيئة كبار العلماء المرجع للعلماء في المملكة، أن يزيل عنا - معشر إخوانه وأعضاء مجالسه - هذا الكسل وهذا الفتور والتخلّف الذي لا نبرّئ أنفسنا من وجوده بيننا، وأن يكون لدى سماحته من النشاط والشعور بمسؤوليته ومسؤولية إخوانه.
وأضاف الشيخ المنيع في كلمته التي افتتح بها برنامج "فتاوى"، أمس على القناة الأولى: "لقد كنت أحد حضور جلسة مباركة من حبيبنا ومليكنا المفدى وقائدنا المحبوب، استمعنا إلى الكثير من توجيهاته وتحذيره وإنذاره من هذه الفتن المتتابعة، مصدر القلق والفوضى والانتكاسات وضياع الحقوق، فالملك حذّرنا وأرهبنا من هذه الفتن وأكّد علينا ضرورة أن يكون لعلماء هذه الأمة موقفٌ ذو نبراس يبيّن الكثير من شبهات هؤلاء الضلال، أصحاب الفتن الضالة والمتتابعة من شياطين الإنس والجن؛ مستشهداً بقوله - صلى الله عليه وسلم - "الفتنة نائمة لا يوقظها إلا شيطان".
وأردف المنيع مقرّاً بتقصير العلماء "مليكنا تحدث إلينا وذكر أننا في حالٍ من التقصير وفي حالٍ من الكسل، والواقع أن ما تفضّل به - حفظه الله - هو عين الحقيقة ونحن نعترف بذلك".
وتابع موجهاً خطابه لمفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيح: نؤكّد على شيخنا وحبيبنا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مسؤوليته، وأن المسألة تحتاج إلى قيادة، ونريد أن نُبرْهن على ما يثق به فهو محل ثقة وأمانة وشعور بالمسؤولية "سائلا المولى أن يعين العلماء على تحمّل المسؤولية".
واستطرد بقوله: إخواننا بحاجة إلى توجيه وتبصير وتوعية وبيان لما عليه أصحاب الفتن، فعلينا أن نتّق الله - سبحانه وتعالي - وأن نستشعر مسؤوليتنا تجاه إخواننا وشبابنا، فنحن في الواقع والله لا نريد أنْ نُضللّ بهم، بل نريد أن ننير لهم السبيل وأن نبين ما عليه هؤلاء الذين يُغرّرون بهم من شبهاتٍ باطلة وشيطانية، فعلينا أن نتقي الله، وأن نتعاون - معشر العلماء - فيما يتعلق ببيان الحقيقة وتوضيحها، وبيان الأخبار التي وراء هذه الفتن.
وواصل عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي، يقول: خادم الحرمين لم يقصّر هو ولا أقسام حكومته في كل ما يتعلق بالتوجيه والتوعية والتبصير وكشف الحقائق والعناية بأمن هذه البلاد، داعياً الله أن يطيل في عمر المليك المفدى على طاعته ورعاية بلاده وقيادتها.
وقال: نحن في حاجة أن يُمدّه الله - سبحانه وتعالى - بما فيه الخير والقوة والعزة والقدرة علي تحقيق مسؤولياته، وإن شاء الله سيري ما يسره، داعياً الجميع إلى الشعور بمسؤوليتهم تجاه بلادهم وأمنها واستقرارها والحذر من عداوة مَن هم حولنا وتخطيطهم لجلب الفتن إلى بلادنا داعياً الله أن يحفظ لها دينها وأمنها وأمانها وقيادتها.