استطاعت محافظة جدة خلال شهور قليلة أن تعيد صورة "المنطقة التاريخية" إلى أذهان الجداويين بطريقة لافتة للنظر، فكانت بداية تعزيز هوية هذه المنطقة عبر مهرجان "كنا كدا"، الذي ساهم في إعادة الرؤية التي يمتاز بها التراث الجداوي العتيق بجميع مكوناته وعاداته وأكلاته، وغيرها الكثير من الأمور المهمة. ولم يتوقف نشاط المحافظة عند حدود أول مهرجان تشهده المنطقة منذ أكثر من 30 عاماً على بداية الاهتمام بتطور أرجاء "التاريخية"، فقبل دخول رمضان أعلنت المحافظة على لسان محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، إقامة فعاليات "رمضاننا كدا"؛ لتشمل من خلاله الدخول التفصيلي لهوية المنطقة التاريخية، عبر استعادة أكثر من 60 عاماً من الذاكرة الرمضانية التي كانت سائرة في ذلك الوقت من الحكواتي والمسحراتي، ومحاولة إرجاع الزوار إلى التقاليد الرمضانية العتيقة.
ونجحت المحافظة -كما يشير لذلك الكثيرون- في فعاليات "رمضاننا كدا"، حيث جندت كل طاقاتها وعمل كل مسؤوليها بشكل يومي، ويتضح ذلك من خلال نسبة الزوار المرتفعة وغير المتوقعة الذين أقبلوا على الفعاليات منذ اليوم الأول، والأرقام خير شاهد على ذلك، التي اقتربت من حاجز المليون زائر.
ويشير رئيس اللجنة التنفيذية ومدير إدارة الشؤون المحلية بمحافظة جدة عبدالله بن ضاوي إلى أن الإقبال الكبير من الأسر والشباب على منطقة فعاليات "رمضاننا كدا" بالمنطقة التاريخية، وما تشهده من اهتمام إعلامي واسع النطاق، ليس فقط محلياً بل إقليمياً، هو نتيجة توفيق الله -عز وجل- ثم للجهود الحثيثة التي بذلها الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز.
ويقول "ابن ضاوي": "الأمير مشعل نجح في وضع جميع تفاصيل الأمور الإيجابية للفعاليات في مكانها الصحيح، الأمر الذي انعكس بدوره على الطريقة الاحترافية في إدارة الفعاليات، وهو ما ساهم في ارتفاع نسبة الزيارة اليومية للفعاليات بنسبة غير متوقعة"، ويضيف: "بالفعل يمكن القول بأن هذه المنطقة أضحت عالمية بامتياز".