قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أمس الإثنين إن حديث خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز, عن وقف التنقيب عن النفط، يعكس القلق من الاعتماد المتزايد في المملكة على احتياطياتها من النفط، على المدى البعيد، خصوصاً فيما يخص الاستهلاك المحلي، كما يشير إلى مشاكل إنتاج الطاقة في السعودية. وتقول الصحيفة: على المدى البعيد، يعد الاعتماد المتزايد للمملكة على احتياطيها النفطي – خصوصاً في ظل اتجاهات الاستهلاك المتزايد للنفط بالداخل- أكبر بواعث القلق، ويأتي حديث الملك عبدالله خشية أن تكون هذه هي الحالة في السعودية. وتؤكد الصحيفة: أن السعودية لم تعد تركز على البحث عن النفط، مشيرة إلى تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي في شهر يونيو الماضي حين قال " إن المملكة ليست بحاجة إلى زيادة قدرتها الإنتاجية حتى عام 2020"، وحسب التقارير فإن لدى المملكة فائضاً قدره 4.4 مليون برميل يومياً، وهو ما يزيد على ضعف المستهدف رسمياً.
وتضيف الصحيفة: أن السعودية تركز عمليات التنقيب عن الغاز وليس النفط، فالغاز يقدم العون لمجالي الوقود وإنتاج الطاقة الكهربائية، التي تعاني المملكة من مشكلة في إمداداتها، وهو ما يعني ضرورة تحقيق إنتاج للغاز يتلاءم مع حجم الاستهلاك المتنامي بسرعة، وحسب تقرير نشرته شركة "بلاتس" لبيانات الطاقة، الشهر الماضي، فإن المملكة تحول 877 ألف برميل يومياً، أي ما يوازي 11% من إنتاجها النفطي، لإنتاج الكهرباء. كما أوردت الصحيفة تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" خالد الفالح في أبريل الماضي، الذي قال "إن المملكة ستضطر إلى تخفيض إنتاجها النفطي في الأسواق، بمقدار 3 ملايين برميل يومياً، في عام 2028، إذا لم تحسن قدراتها الداخلية"، وتقول الصحيفة: سواء حدث هذا، أو كان الفالح يعني التحذير من اتجاهات الاستهلاك الحالية للنفط، فإن أحد المحللين قال إن السعودية تعالج قضية الطاقة لديها، طبقاً لظروفها. وكان خادم الحرمين الشريفين قال خلال استقباله المبتعثين والمبتعثات في الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخراً: "سأقول لكم كلمة قلتها ستضحككم جميعاً، كنا في مجلس الوزراء وقلت لهم: ادعوا للذي أنا سأقوله. قالوا: وما هو؟ قلت: قولوا الله يطول عمره... قالوا: الله يطول عمره، من هو هذا؟ قلت: قولوا الله يطول عمره... قالوا: الله يطول عمره، من هو؟ قلت: البترول. لماذا؟ هذه ما قلتها إلا يوم ابتدؤوا ينقبون عما في الأرض وأوقفتهم عن التنقيب كله، قلت: مادام البترول ولله الحمد فيه، وهذا الذي أقول أنه الله يطول عمره، خلوا خزائن الأرض فيها لأبنائنا وأبناء أبنائنا وتراثتنا إن شاء الله. وبلادكم ولله الحمد غنية بهذه كلها ".