في الوقت الذي يُحجم فيه أغلب رؤساء تحرير الصحف الورقية عن الإفصاح عن أرقام توزيع مبيعات صحفهم، كشف خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة عبر برنامج "في الصميم" مع الإعلامي عبدالله المديفر، على قناة روتانا خليجية، عن أرقام توزيع الصحيفة، التي تبلغ يومياً 150 ألف نسخة، منها 100 ألف للجمهور، و50 ألفاً للجامعات. وفي التفاصيل، أشار المالك إلى أن مؤسسة الجزيرة ربحت 90 مليوناً في عام 2013، وهذا أعلى من رأس مال الجزيرة، الذي هو 80 مليوناً.
ورأي المالك أن السوق السعودية لا تحتمل صحفاً جديدة؛ لأنها لن تضيف جديداً، وقد تكرّس الإقليمية.
وأردف: "أنا أقولها بكل تجرد، في عهد الملك عبدالله ارتفع سقف الحرية". مشيراً إلى أن الصحافة تتمتع بالاستقلالية وعدم التدخل والمراقبة من قِبل الدولة في كل عهودها، وأن الدولة لا تتدخل في عمل المؤسسات الصحفية، وإنما تراقبها كما يراقبها القارئ.
وأوضح المالك أن الصحافة تمارس السلطة الرابعة على الجهات التنفيذية من خلال ما يُنشر من مقالات، تنتقد كل أجهزة الدولة، من وزارات وهيئات ومسؤولين. مضيفاً: "ليس هناك محاسبة طالما أن نَقْد الصحف موضوعي ومبني على حقائق، مع المحافظة على أمن السعودية".
وتابع: "لدينا الكثير من الكتّاب الذين يتناولون الشأنَيْن العام والخاص بكل حرية".
لافتاً إلى أن الجزيرة تلتزم في خطّها التحريري بالجانب الديني والمعايير الدينية، لكنها ليست صحيفة متخصصة في الثقافة الإسلامية. مشدداً على التزام الخط التحريري للصحيفة بالقيم والثوابت الدينية وأمن السعودية، والاهتمام بالشباب وتثقيفهم وتوعيتهم.
ونفى المالك أن يكون القسم الرياضي بصحيفة الجزيرة هلالياً، وقال: "هذا الكلام غير صحيح". مشيراً إلى أن الصحيفة هذه السنة خصصت ملحقَيْن بالألوان من 16 صفحة لإنجازات نادي النصر بعد تحقيقه بطولة كأس ولي العهد وبطولة الدوري، وقال: "اتصلتُ شخصياً برئيس نادي النصر، وقلت له (مستعدون لنستضيفك أنت وأعضاء مجلسَيْ الإدارة والشرف)، ولم يرد، ولم يعتذر"!
وأرجع سبب إيقاف الكاتب صالح الحناكي إلى ارتكابه خطأ جسيماً (عبارة غير لائقة) ضد الكاتب بالصحيفة نفسها (محمد آل الشيخ)، وقال: "لا أقبل أن أسرة تحرير الجزيرة يشتمون بعضاً على مواقع التواصل". واصفاً آل الشيخ بأنه كاتب كبير، وأنه يحرص على استمراريته، وقد رفض الإغراءات من الصحف الأخرى في سبيل البقاء في الجزيرة.
وعن ظروف استقالته بعد نشر قصيدة غازي القصيبي التي عتب فيها على الملك فهد - رحمه الله - قال المالك: "أنا لم يتم إقالتي بطريقة غير حضارية، بل طُلب مني الاستقالة". مشيراً إلى أنه هو من كتب مقدمة القصيدة، وتم نشرها، وكان لها تداعيات سلبية.
وزاد: "لست نادماً؛ لأني لا أرى فيها الشيء الذي صُور عنها".
وأشاد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة بلغة التسامح التي تتمتع بها القيادة السعودية، بقدرتها على احتواء المواطن، وفتح الصفحات من جديد.
وحول رواتب رؤساء التحرير قال إنها تختلف بناءً على من هو رئيس التحرير، مؤكداً أنه لم يقرر حتى هذه اللحظة متى يتوقف، مبرراً بأن العمل الصحفي والعمل الإبداعي ليس المقياس فيه العمر، وقال: "وجودي مع تركي السديري بالرياض، وهاشم عبده هاشم بعكاظ، بوصفنا أقدم 3 رؤساء تحرير بالسعودية؛ لأننا نقود صُحفنا للنجاح".
مشيراً إلى أنه لن يقرر الترجل عن رئاسة التحرير إلا عند شعوره بأنه لم يعد قادراً على تقديم الجديد.
وأضاف بأن الجزيرة ستشهد الجديد مع بداية العام القادم، موضحاً أن المؤسسات الصحفية مؤسسات أهلية، منتقداً هيئة الصحفيين التي وصفها بأنها "مقر بلا عمل"؛ إذ لم تعمل شيئاً، وقال: أنا شريك ومسؤول عن هذا الإحباط الموجود. نافياً عن نفسه منع منسوبي صحيفة الجزيرة من التصويت للهيئة، مشيراً إلى أن المؤسسة تتكفل بتسديد رسوم اشتراك منسوبيها بالهيئة.
ورأى أن الصحف الإلكترونية تقوم على مجموعة قليلة من الأفراد؛ فهي أشبه ما تكون بصحافة أفراد، عكس الورقية التي يعمل بها الآلاف، ولديها مجلس إدارة ورئاسة تحرير. مشيراً إلى أن تأثير المقال المنشور في أي صحيفة كبيرة من صحف السعودية أكبر من أي مقال في صحيفة إلكترونية.
وواصل المالك بقوله: ليس غريباً أن يصطحب الملك أو ولي العهد رؤساء التحرير في رحلاتهم؛ فهذا شيء طبيعي جداً. مشيراً إلى أن الصحافة الأمريكية إلى جانب الدولة والبيت والأبيض؛ فلا يختلفون في مواقفهم فيما يجري من فلسطين وغيرها.
وكشف أن من أهداف كراسي الجزيرة العلمية والبحثية في تسع جامعات التسويق للصحيفة، مؤكداً أن الأهم هو الوصول للقارئ حتى لو كان ذلك على حساب توزيعها مجاناً.
وعن علاقته برئيس تحرير الرياض قال المالك: أنا وتركي السديري صديقان منذ أكثر من 40 سنة، وقد بادر السديري بفروسية لإعادة المياه إلى مجاريها. مشيراً إلى أن التنافس بين صحيفتي الجزيرة والرياض عاد بإيجابية على منطقة الرياض.