حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الصائمين والصائمات من ذنوب الخلوات والغرور والأماني، ومحقرات الذنوب، مذكراً بقول الله تعالى: "وَتَحْسَبونَه هَيِّناً وَهوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ". وحذر الشيخ "بن حميد" من الأمور التي تأكل الحسنات، كالحسد والرياء والسمعة والكذب والغيبة والنميمة والكبر والظلم والعجب وأكل الحرام، والانهماك في وسائل الإعلام ومواقع التواصل وما لا يفيد.
ودعا إلى المزيد من المحاسبة والأخذ بالعزائم والتأمل في آية من كتاب الله، وهي قوله تعالي "وَبَدَا لَهم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكونوا يَحْتَسِبونَ"، حيث قال: "لقد عظم خوف السلف من هذه الآية، فعن سفيان أنه قرأها فقال: ويلٌ لأهل الرياء هذه آيتهم، بينما قال أهل العلم: "مَن الذين يبدو لهم من الله ما لم يحتسبوا؟ هم قوم عملوا أعمالاً صالحهم ولكن كانت عليهم مظالم فظنوا أن أعمالهم الصالحات ستنجيهم فجاء الحساب فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون".
وقال: "من أعرض عن ذكر الله فسيظل مرتكزاً في الظلمات مهما أوتي من العلوم والمدنيات، لذلك لا بد من عمارة القلوب والنفوس بتوحيد الله وذكره وشكره وحسن عبادته".
وتساءل: "فماذا تنفع زينة الحياة ومادياتها اذا لم تتزكّ النفوس بطاعة الله وتوحيده والتعلق به عز وجل؟".
وأضاف: "من أحسن الظن بالله أحسن العمل، وليحذر من أراد الخلاص لنفسه الانصياع للهوى والانكباب على المعاصي والشهوات".
وذكّر المسلمين بفضل العشر الأواخر من رمضان التي كان يخصها الرسول صلي الله عليه وسلم بمزيد من الطاعات والعبادة والجدّ، فيحيي ليله فيها ويوقظ أهله ويشد مئزره، وقال: "اجتهدوا واعملوا وأبشروا واحذروا الزهو بالطاعة وجدّوا وتحررا ليلة القدر، لأنها ليلة يفتح الله فيها الباب ويقرّب فيها الأحباب وهي ليلة خير من ألف شهر، يكتب فيها للعالمين فيها عظيم الأجر والثواب".