في مأساة أليمة للمبتعث الخريج ناصر الغشام في تخصص الهندسة، الذي تَعَرّض لجلطات دماغية مفاجأة قبل تخرجه بأسبوعين، تسبّبت له في الدخول في غيبوبة لم يُفِق منها حتى الآن، وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع المبتعث بشكل كبير؛ حيث تم إنشاء وسم على "تويتر" دعماً للمبتعث، باسم "أنقذوا المبتعث ناصر الغشام"، وشارك في الوسم المئات من المغردين الذين رفعوا أكفّ الضراعة إلى الله بأن يُعَجّل بشفائه، وطالَب المغردون بتمديد فترة العلاج له؛ حيث تنص لوائح الابتعاث على إيقاف التأمين الطبي عَقِبَ تخرج المبتعث بفترة كافية، وبعد تسلمه شهادة التخرج. فيما تَحَدّثت مصادر مقربة من ذوي المريض، بأنه منذ فترة يعيش والدا المبتعث على حسابهم الخاص؛ نظراً لانقطاع المكأفاة عن المبتعث الخريج لتخرجه الدراسي؛ مما صعّب من وضعهما. وتفاعلت الجامعة مع المبتعث؛ حيث قامت بتسليمه شهادة التخرج في المستشفى، في لفتتة إنسانية ساهمت في التخفيف على والديْ المبتعث.
وتجاوبت الملحقية مع الحالة وأصدرت بياناً صحفياً حصلت "سبق" على نسخة منه، قالت فيه: "إشارة إلى ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية عبر الوسم: (#انقذوا_المبتعث_ناصر_الغشام) بخصوص وضع الابن الخريج/ ناصر صالح عبدالله الغشام، تؤكد الملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنها تحرص دائماً على متابعة الأوضاع الصحية للطلبة، ومن هذا المنطلق استمر صرف التأمين الصحي للطالب/ ناصر؛ على الرغم من تخرجه بتاريخ 31/ 5/ 2014م، ولا يزال تأمينه الصحي ساري المفعول حتى تاريخه؛ وذلك لاعتبارات إنسانية ووطنية؛ برغم أن نظام التأمين الطبي ينتهي بعد تخرّج الطالب وعودته إلى الوطن.
وكما هو معلوم في نظام التأمين الصحي الأمريكي؛ فإن الرعاية المغطاة من قِبَل شركة التأمين يتم تحديدها بناء على التقارير الطبية المقدمة من الطبيب المعالج، واستناداً لما قُدّم من قِبَل المستشفى لشركة التأمين بخصوص الطالب/ ناصر؛ فقد تم إبلاغ ذويه بعدم وجود حاجة طبية لبقائه في المستشفى، ويمكنه الحصول على العناية المطلوبة من خلال مركز تأهيل؛ استناداً إلى الطبيب المعالج وتوصياته الذي أكد فيها على أن يخضع أحد ذوي الطالب لتدريبات تأهيلية تُمَكّنه من العناية بالمريض منزلياً.
وإزاء ذلك، رَفَضَ ذوو الابن ناصر الغشام هذا الخيار، وأصروا على نقله إلى مستشفى آخر. وبعد إيجاد مستشفى يقبل وضعه الصحي، تم نقله إليها وتكفلت شركة التأمين بتغطية علاجه حتى تاريخه.
وقد أفادت شركة التأمين الملحقية بأنه يجري حالياً تقييم حالة الطالب الصحية مرة أخرى حتى نهاية الأسبوع المقبل؛ لتحديد مدى استجابته للرعاية الصحية المقدمة من قِبَل المستشفى لاستمرار علاجه أو نقله إلى مركز تأهيلي؛ علماً بأن جميع طلبات ذويه تم إحالتها لسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، فور تقديمها؛ بما في ذلك طلب الإخلاء الطبي لنقله إلى المملكة، والذي كان خيارهم الأول، ثم تراجعت الأسرة عن قرار نقله إلى المملكة، وتفهمت الملحقية ذلك، واستمر علاج الابن ناصر في الولاياتالمتحدةالأمريكية.
ولا زالت الملحقية تقوم بالتواصل مع جميع الجهات المعنية لدعم الابن ناصر -شفاه الله وألهم ذويه الصبر- مؤكدة أنها لا تقتصر على مهمتها التعليمية؛ بل تذهب إلى أبعد من ذلك؛ مشددة على أنه لم يسبق أن رُفِضَ طلب لأي مبتعث احتاج رعاية طبية لحالة صحية حرجة؛ وذلك بالتنسيق مع الشركة المقدمة للخدمة الطبية للمبتعثين.
وأخيراً تأمل الملحقية من وسائل الإعلام، تحري مصداقية الأخبار، وأخذ وجهات النظر المتصلة بأي موضوع يخص أبناءنا المبتعثين في الولاياتالمتحدة؛ تمشياً مع الأعراف المهنية الاحترافية لتقديم صورة محايدة وواضحة للمتلقي.