تقضي نحو 150 نزيلة، بينهن 8 مواطنات، شهر رمضان المبارك خلف القضبان بسجن النساء بالعاصمة المقدسة. وتنوعت القضايا التي أدنَّ فيها بين قتل وخلوة غير شرعية وترويج مخدرات وسرقة، وغيرها. وأكدت مدير سجن النساء بمكةالمكرمة خديجة الغريبي ل"سبق" أن النزيلات في شهر رمضان المبارك يقضين معظم وقتهن في حضور حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات الدينية التوعوية التي يتم التنسيق لها من قبل إدارة السجن، وتتناول جوانب روحية وفقهية وإرشادية، لها أهمية في حياة النزيلة.
وأرجعت الغريبي ذلك إلى أن القيم الدينية وحفظ أجزاء من القرآن الكريم لهما بالغ الأثر في تغيير كثير من سلوكيات النزيلات داخل السجن وبعد الخروج منه، وفي الحد من تنامي الوقوع في الجريمة مجدداً.
وأشارت إلى أن السجينة لا تكلَّف بأي عمل داخل العنابر، وعلى العكس يتم تعزيز وجودهن بشغل أوقات فراغهن بتنظيم برامج تدريبية متنوعة لهن بين تأهيلية ومهارية، ولا يسهمن في إعداد الطعام، وإنما هناك مؤسسة متخصصة في طهي وجبات طعام النزيلات، سواء الإفطار أو السحور، وفي غير رمضان بتقديم 3 وجبات يومية.
وحول أوقات الزيارة قالت الغريبي: "هناك زيارة عامة لجميع السجينات؛ إذ يقوم ذووهن بزيارتهن والسؤال عنهن، إضافة إلى الزيارة الخاصة للسجينة، ويتم الموافقة عليها من قِبل مدير الشعبة، كزيارة زوجها أو أبنائها أو أفراد أسرتها".
مؤكدة أن الأسرة لا تمنع من إحضار كسوة العيد للنزيلة عند زيارتهم لها، إضافة إلى الكسوة المقدمة لها من قبل السجن، أو تبرع أحد المحسنين لهن بها، نافية وقوع أي تكدس في عدد السجينات، ومستدركة بأنه في فترات المواسم كموسمي العمرة والحج يرتفع عدد السجينات لنحو 200 نزيلة أو أكثر، غير أن العدد الحالي للسجينات يقارب ال 150 من الجنسيات كافة، أما النزيلات السعوديات فيبلغ عددهن 8 فقط.
ولفتت إلى أن النزيلة تحظى بمكرمة العفو الملكي أسوة بالنزلاء الرجال، وأن هذه المكرمة تعكس رعاية واهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - وحرصهم على إصلاح السجينات وإعادتهن من الأفراد الصالحين المنتجين لمجتمعهم ووطنهم، على أن تكون النزيلة أمضت جزءاً من محكوميتها، إضافة إلى المحافظة على الصلوات والصيام وحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وألا تكون مطالبة بحق عام مثل قضايا القتل.