ذكرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية، أن الصراع المحتدم في سورياوالعراق، وإن اتخذ مظهر الحرب الدينية الشبيهة بحرب الثلاثين عاماً في أوروبا؛ إلا أنه ليس سوى صراع على السلطة. ونقل موقع "بوابة الأهرام" عن الكاتب الصحفي ديفيد جاردنر في مقاله ب"الفاينانشيال تايمز" البريطانية، أن "ثقة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" عند حديثهم عن دولة الخلافة، هي وليدة لحظة الانتشاء الذي أحدثه انتصار مفاجئ، وأنها سرعان ما ستزول". وقال جاردنر: "إن ثقة "الدواعش" في قيام دولتهم "جهادستان" مستمدة من ضعف بعض دول المنطقة، ووجود الكثير من المتطرفين، وأضاف أن هذه ليست حرباً دينية؛ بقدر ما هي صراع على السلطة في منطقة تَغَلّبت فيها الطائفية على القومية".
وألقى باللوم على ما آلت إليه الأمور في المنطقة إلى غزو العراق في 2003، وما أسفر عنه من تغليب كفة الشيعة، التي هي أقلية بين تعداد المسلمين عامة؛ لكنها أغلبية في العراق وإيران، على نحو أشعل فتيل فتنة بين أبناء المذهبين كتلك التي شهدها القرن السابع.
واتهم الكاتب، نوري المالكي -رئيس الوزراء- بتأجيج تلك الفتنة بنزعته الطائفية والإقصائية لأبناء المذهب السني من العراقيين. ورأى أيضاً أن سياسة الغرب إزاء سوريا أضافت مزيداً من البنزين على النار؛ بإعلان دعم السُّنّة المعارضين في مواجهة العلويين الشيعة، وهو ما ترك فجوة أمام المتطرفين ليظهر تنظيم مثل "داعش" على الساحة بين سورياوالعراق حاملاً لواءً سنياً؛ على الرغم من أن الدين هنا ليس هو الدافع الأساسي.
يأتي ذلك في الوقت الذي زعم فيه السير ريتشارد ديرلاف المدير السابق لجهاز المخابرات البريطاني "إم آي 6"، أن الحكومة البريطانية والإعلام بَالَغَا في إعطاء أهمية لمسألة الإرهاب؛ مما منح المتطرفين شهرة جاءت بنتائج عكسية.