قال السير ريتشارد ديرلاف المدير السابق لجهاز المخابرات البريطاني "إم آي 6" إن الحكومة البريطانية والإعلام بالغا في إعطاء أهمية لمسألة الإرهاب ، ما منح المتطرفين شهرة جاءت بنتائج عكسية. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم (8 يوليو) عن ديرلاف ، الذي كان مديرا للجهاز إبان غزو العراق ، قوله إن البريطانيين الذين ينشرون رسائل دموية مروعة على الإنترنت يجب تجاهلهم. وأوضح ديرلاف أنه يعتقد أن الطريقة التي تمنح بها الحكومة البريطانية والإعلام شهرة للمتطرفين تأتي بنتائج عكسية ، مضيفا أن الإعلام يركز على البريطانيين الذين انضموا لصفوف المقاتلين في سوريا بشكل "لم يكونوا يحلمون به" بينما من الأفضل تجاهلهم بالتأكيد. يأتي ذلك على خلفية بث برنامج إخباري صباحي في بريطانيا لحوار مع مواطن بريطاني ظهر في فيديو لتنظيم داعش وهو يؤكد أنه تم تجنيده عن طريق الإنترنت وأنه على استعداد للموت في سبيل قضيته. وأشار ديرلاف ، خلال محاضرة ألقاها أمام جمهور بريطاني في لندن ، إلى حدوث تغيير جذري في طبيعة التطرف منذ ثورات الربيع العربي ، فقد خلق هذا التطرف مشكلة سياسية كبيرة في الشرق الأوسط لكن الغرب ، متضمنا بريطانيا ، " تأثر بصورة هامشية فقط". ووفقا للصحيفة ، قال ديرلاف إنه على عكس التهديد الذي مثله تنظيم القاعدة قبل وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر منذ 13 عاما ، لم يكن الغرب الهدف الرئيس للتطرف الذي أدى لظهور تنظيم "داعش". ويرى ديرلاف أن الأجهزة الأمنية البريطانية كرست جزءا كبيرا من مصادرها من أجل مكافحة، ما أسمته التطرف أكثر مما فعلت للاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة أو للإرهاب الأيرلندي الذي حصد أرواح مواطنين وجنود بريطانيين أكثر من تنظيم القاعدة. وأضاف أن اتخاذ رد فعل واسع النطاق عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر كان أمرا حتميا ، غير أن هذه الهجمات لم يكن لها أن " تستحوذ على أسلوب تفكيرنا حول أمننا الوطني" ، لافتا إلى أن القاعدة فشلت بشكل كبير في تنفيذ الهجمات التي توعدت بها الولاياتالمتحدةوبريطانيا عقب الحادي عشر من سبتمبر. وأكد ديرلاف ضرورة وضع "تقديرات حقيقية للخطر" والتفكير بشكل منطقي حول أسباب الأزمة بالشرق الأوسط، كما أنه يجب أيضا الانتباه بشكل أكبر للتهديدات الأمنية القادمة من أوروبا والصين.