يمثل مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بالرياض أحد أبرز المؤسسات الخيرية التي تعنى بإعانة الشباب على الزواج، وتقديم المعونة الاجتماعية المادية والتوجيهية في سبيل تكوين أسر على أسس علمية عصرية؛ وذلك من خلال تلبية احتياجات الشباب في قضايا الزواج، وبالذات في التخفيف من تكاليف الزواج والعنوسة والطلاق وآثاره، وتدريبهم في العلاقات الزوجية. وساهم المشروع في تقديم إعانات نقدية لافتة للشباب المقبلين على الزواج؛ إذ بلغت الإعانات منذ تأسيسه وحتى نهاية العام الماضي 1434ه؛ أكثر من 135 مليوناً و572 ألفاً و400 ريال إعانات زواج.
وفي هذا السياق تشير الدراسات والإحصاءات الرسمية في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع في حالات الطلاق وزيادة حالات العنوسة لدى الفتيات، وفي الوقت نفسه يجد المشروع رغبة لدى كثير من الشباب الذين يتقدمون للمشروع بطلب تقديم الإعانات المادية لمساعدتهم على الزواج؛ الأمر الذي جعل المشروع يتبنى إطلاق حملة متكاملة تحت عنوان "أسس أسرة" للمساهمة في علاج هذه الظواهر وغيرها؛ من خلال مشاركة المتبرعين والمحسنين ورجال الأعمال؛ لدعم الشباب المقبلين على الزواج.
وأوضح الأمين العام لمشروع ابن باز الخيري، الدكتور حماد بن علي الحمادي؛ أن الحملة تستهدف تأهيل وتدريب ودعم 100 شاب لمساعدتهم في الحياة الزوجية، لافتاً إلى أن أهداف البرنامج توجيه وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، ومساعدتهم مادياً على تحمل تكاليف الزواج، بالإضافة إلى تدريب الشباب على الحياة الزوجية، ومساعدتهم على حلِّ ومواجهة المشكلات الزوجية.
وأشار إلى أن الأولوية للحصول على الإعانة المالية لمن تنطبق عليه الشروط التالية: أن يكون زواجه لأول مرة، وأن يكون المتقدم سعودي الجنسية والزوجة سعودية، وأن يكون عمله وإقامته في مدينة الرياض، وأن يكون عقد النكاح صادراً من المحاكم الشرعية بالرياض ولم يمض عليه أكثر من ستة أشهر، وألا يقل عمر المتقدم عن "22" سنة، وألا يزيد مجموع صافي رواتبه وبدلاته الأخرى وتقاعده على "3500" ريال، وألا يزيد المهر عن 50 ألف ريال.
وأوضح أن الخدمات المقدمة للمستفيدين من هذا البرنامج تشمل: التقدم للإعانة المالية، استقبال الطلب ودراسته والتأكد من مدى الاستحقاق، وحضور دورة تأهيلية للمقبلين على الزواج في مهارات النجاح في الحياة الزوجية، واستلام الإعانة المالية بشيكات باسم كل مستفيد "10,000" ريال، والمتابعة اللاحقة من خلال الرسائل والاستشارة الهاتفية، وتقييم الحالة وتقديم الاستشارة، وتوظيف البيانات في البحث العلمي؛ من أجل تحسين الخدمة المقدمة. ونوَّه الدكتور الحمادي في هذا السياق إلى أن المشروع يقدم باقة من الخدمات المتكاملة لبناء وتأهيل الأسرة السعودية؛ بما يحقق لها النجاح والسعادة؛ فيبدأ بالبحث عن شريك الحياة للمستفيد المتقدم على المشروع، ثم يقدم لهم برامج تدريبية يعدها ويقدمها نخبة من المدربين والمتخصصين وأصحاب الخبرة والكفاءة والتأهيل العلمي.
وأوضح أنه بعد ذلك يتم منح إعانة مالية قدرها عشرة آلاف ريال وفق مجموعة شروط محكمة تضمن أن يكون الحاصل عليها من مستحقي الزكاة، ثم يلحق المستفيد ببرنامج إرشادي يقوم عليه نخبة من مستشاري المشروع الأسريين؛ لضمان نجاح بدايات الزواج، ويستمر المشروع في القيام بدور المستشار الأمين لهذه الأسرة الجديدة عبر خدمة الاستشارات الهاتفية والحضورية وخدمة الإصلاح الأسري.
وأضاف أن المشروع يقدم الدورات التدريبية التي تلبِّي الاحتياجات التدريبية للأسرة السعودية في جميع مراحلها، وبعد ذلك يجري المشروع دراساته العلمية على هذه الشريحة المهمة ليطور خدماته، ويثري المكتبة العلمية.
ولفت إلى أن لدى المشروع قائمة من المستفيدين بانتظار دورهم في تلقي خدمات المشروع وعددهم يتجاوز "2600" مستفيد.
وأوضح الدكتور الحمادي أن مشروع ابن باز الخيري جدير بدعم المحسنين وأهل الخير، وذلك على اعتبار أن المشروع يتم تحت إشراف أمير منطقة الرياض، وهو يهتم بشأنه، ويقدر دوره المهم في المجتمع، واستفتح أعماله وأنشطته سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله -، كما يعتبر المشروع بيت خبرة في الزواج والأسرة، ويديره ويعمل به نخبة من أصحاب الخبرة العملية الثرية والتخصص الأكاديمي الذين يعملون بمهنة عالية، وهو دقيق في تطبيق شروط منح الإعانة المالية؛ فهي لا تمنح إلا لمستحقيها.
وذكر أن المشروع يقدم خدماته لشرائح هي من أهم شرائح المجتمع، فالفرد الذي يخدمه المشروع هو لبنة الأسرة، والأسرة التي يقدم لها المشروع باقة من الخدمات هي لبنة المجتمع، واستقرارها وسعادتها وأمنها هو أساس استقرار وسعادة وأمن المجتمع ونمائه، وهو المشروع الوحيد في الرياض في مجاله الذي يساهم في إعفاف الشباب الساعين إلى تحصين أنفسهم، ويقدمها بطريقة تنموية وبمهنية عالية.
وكان إجمالي عدد المتقدمين للحصول على الإعانات المادية من المقبلين على الزواج؛ قد بلغ "15,976" مستفيداً، بقيمة إجمالية قدرها 135 مليوناً و572 ألفاً و400 ريال، فيما بلغ إجمالي عدد الدورات التدريبية المقدمة: "144" دورة تدريبية، وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من الدورات التدريبية "56,722" متدرباً ومتدربة.