بدأت صباح اليوم الخميس في فيينا، جولة أخيرة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، التي تعتبرها واشنطن "فرصة تاريخية" في حين تراها إيران "فرصة لدخول التاريخ". وأعلنت مساعدة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف عبر "تويتر" أن الجولة الأخيرة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بدأت صباح اليوم في فيينا.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "إنها لحظة حاسمة في الجهود الدولية لتسوية أحد اصعب تحديات السياسة الخارجية في عصرنا".
ويرى المراقبون أن هذا الدفع الذي تقدمه هذه التصريحات ضروري للمفاوضين الذين دخلوا إلى الاجتماع في ظل مواقف متباعدة بين إيران من جهة والقوى الكبرى في مجموعة "5 1" "ألمانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا"، من جهة أخرى.
وبعد جلسة عامة أولى، جرت محادثات ثنائية عديدة طوال النهار إلى جانب "اجتماعات تنسيقية" عرض فيها كل وفد ما تم التوصل إليه.
وقال الناطق الأوروبي مايكل مان: "الأطراف تجتهد في العمل كما في كل مرة، والمفاوضون جاؤوا بتصميم على دفع العملية قدماً والتوصل إلى اتفاق في 20 يوليو".
ويضمن الاتفاق، الذي يتم التفاوض حوله منذ مطلع العام، ألا تسعى إيران إلى إنتاج قنبلة نووية، وفي المقابل سترفع العقوبات الدولية التي تحرمها البلد من عائدات النفط البالغة مليارات الدولارات كل أسبوع.
وسيسهل الاتفاق تطبيع العلاقات بين الغربيين وإيران في وقت تسود الشرق الأوسط أوضاع تهدد بالانفجار في أي وقت مع تقدم جهاديي "الدولة الإسلامية" في العراق والحرب في سوريا.
وسيؤدي الاتفاق إلى خفض خطر انتشار الأسلحة النووية في المنطقة حيث تنظر إسرائيل بقلق إلى إيران إذا امتلكت قنبلة ذرية.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: "لدينا مناسبة فريدة للدخول في التاريخ لكن إيران لن تساوم على تقدمها التكنولوجي الذي يشكل مصدر فخر وطني لا يمكن لإيران التخلي عنه".
وحاول "ظريف" أن يثبت أن العقوبات المفروضة على إيران لم تمنعها من مواصلة برنامجها النووي المدني، محذراً الدول الكبرى من "التوهم" بإمكانية تخلي طهران عن هذا البرنامج.
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد قال: "احتفاظ إيران "ببضع مئات" من اجهزة الطرد المركزي مقبول".
وتملك إيران حالياً حوالي 20 ألفاً من هذه الأجهزة نصفها قابل للتشغيل، حسبما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.