في بادرة إنسانية، تكفل الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز بدية قتل لمقيمة مصرية مقدارها 800 ألف ريال، وذلك استجابة لنداء والدة المحكوم عليه بالقصاص عبدالعزيز بن سراج الزهراني، مترجم اللغة الفرنسية بوزارة الثقافة والإعلام الذي أصبح رهين الحبس بسجن الملز العام بالرياض بسبب قتله زوجته المصرية الجنسية، إثر خلاف بينهما انتهى إلى القتل. وتعود أحداث الواقعة إلى ما قبل أربع سنوات وستة أشهر، حيث أقر الحكم الشرعي بضرب عنق موظف وزارة الثقافة والإعلام حداً بالسيف حتى الموت بموجب الصك الشرعي الصادر من المحكمة العامة بالرياض، رغم ما تضمنه الصك من أسباب أجبرت الجاني على القتل إلا أن النفس لها حرمتها في هذا البلد الكريم مهما كانت الدوافع، كما جاء في الحكم.
وفيما كان الحد الشرعي يتربص بالقاتل كانت والدته تعيش في حزن وعزلة ولم تترك باباً قد يكون فيه أمل لنجاة ابنها المغلوب على أمره إلا طرقته.
وتقول أم الزهراني إن ولدها تعرض للقهر والابتزاز والإهانة له في شرفه، وذكر ذلك في الصك الصادر بحقه، ما دفعه لقتل زوجته.
ورفعت مأساتها وبثت حزنها إلى الله تعالى.. ثم إلى الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالعزيز الذي تجاوب رحمةً بقلب الأم وابتغاء وجه الله، حيث وجّه بتحديد مبلغ الدية المطلوب، وتضافرت الجهود من أهل الخير.
ووجّه الأمير عبدالعزيز بن فهد الفريق سعد بن سالم الوسيمر، الذي قام بدوره بتكليف المحامي عثمان بن حمود العتيبي إلى بلد أولياء القتيلة في جمهورية مصر العربية، وتمكن من التفاوض معهم بمبلغ ثمانمائة ألف ريال، بعد أن كان الرقم مليوني ريال وبمقابل ذلك العوض، وهو 800 ألف ريال على نفقة الأمير عبدالعزيز بن فهد، أبدى أولياء الدم موافقتهم في التنازل لوجه الله والعفو عن الزهراني بمقابل ذلك العوض.
وبناء على ذلك وجه الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز بصرف كامل المبلغ. وتم استلام شيك بمبلغ أربعمائة ألف ريال من مكتبه على أن يدفع بقية المبلغ المتبقي وقدره 400 ألف في الأيام القليلة المقبلة، بحسب تصريح الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله البريك الذي كان له دور في تفهم تلك القضية.
وحضر إلى المحكمة العامة بالرياض المحامي القانوي عن ورثة القتيلة أشرف محروس وكانت له إسهامات مماثلة في إقناع أولياء القتيلة بقبول ذلك العوض وعدم المبالغة في الأرقام.
وأوضح أشرف أنه كان يتلقى اتصالات من شخص، تحتفظ "سبق" باسمه ورقم هاتفه، قال إنه أحد أعضاء بعض اللجان بإحدى المناطق وكان يساومه بشكل تجاري.
وأشار أشرف إلى أن أمانته وخوفه من الله كانت وراء رفضه لتلك المبادئ وأنه لا يسعى للمال بقدر ما هي رسالة وأمانة وتفريج هم مكروب وعتق رقبة، مشيداً بإنسانية الأمير عبدالعزيز بن فهد ومثمناً جهود الشيخ الدكتور سعد البريك ونزاهته.
يشار إلى أنه حضر إلى المحكمة العامة بالرياض عبدالرحمن بن عبدالله البريك ممثلاً عن الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالعزيز وسلم وكيل ورثة القتيلة رحمها الله، شيكاً موقعا من الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز بمبلغ 400 ألف ريال. وقام عم المحكوم عليه بالقصاص بكفالة ابن أخيه حتى تسليم المبلغ المتبقي من الدية وأجري بناء على ذلك التنازل وصدر الحكم بإعفاء السجين من حكم القصاص وتهميش صك الحكم.
من جهته تلقى السجين الزهراني الخبر في السجن وخر ساجداً لله بضع دقائق وأغرق موضع سجوده بالدموع مبتهلا وداعياً للأمير، وقال إنه نذر القيام بعمرة خالصة لوجه الله عن الأمير عبدالعزيز.
كما تلقت والدته الخبر وكانت تجهش بالبكاء وتدعو الله للأمير بالتوفيق والقبول.
وقال إبراهيم بن يحيى الزهراني عم السجين إن ما قدمه الأمير عبدالعزيز لوجه الله تعالى ليس بغريب، وبحكم علاقتي بالإعلام فقد تجاوب على ما يصعب حصره من الأعمال الإنسانية، وأنفق الملايين في عتق الرقاب ومساعدة المرضى، فهو رجل خير وبذل وعطاء، تقبل الله منه.
وتقدم شقيق عبد العزيز سراج المهندس خالد سراج يحيى بعظيم شكره ودعائه للأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز على وقفته الإنسانية لعتق رقبة شقيقه من القصاص، مشيراً إلى أن المحامي تسلم نصف الدية ويتطلعون لصرف ما أمر به وهو مبلغ الدية كاملة، وقدرها 800 ألف ريال.