في بادرة إنسانية غير مستغربة على الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، استجاب الأمير لنداء والدة المحكوم عليه بالقصاص عبدالعزيز بن سراج الزهراني، مترجم اللغة الفرنسية بوزارة الإعلام، والمحبوس بسجن الملز العام بالرياض، بسبب قتل زوجته، مصرية الجنسية، إثر خلاف بينهما، حيث نجح في إقناع أهلها بتخفيض مبلغ الدية من مليوني ريال إلى 800 ألف فقط. وقضى "عبد العزيز" في السجن أربع سنوات وستة أشهر، حيث تُلي عليه الحكم الشرعي بضرب عنقه حدًا بالسيف حتى الموت بموجب الصك الشرعي رقم ( 32113053) وتاريخ 24/8/1435 الصادر من المحكمة العامة بالرياض، رغم ما تضمنه من أسباب أجبرت الجاني على القتل إلا أن النفس لها مكانتها وحرمتها في هذا البلد مهما كانت الدوافع. وقالت والدة "عبد العزيز" إنها لم تترك بابا إلا طرقته لإنقاذ ابنها المغلوب على أمره فيما أقدم عليه بحسب ما تعرض له من قهر وابتزاز وإهانة له في شرفه بحسب ما تضمنه صك الحكم من دوافع للقتل، فرفعت مأساتها إلى الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، الذي تجاوب معها. ووجه الأمير بتحديد مبلغ الدية المطلوب وتضافرت الجهود من أهل الخير، فأرسل الفريق سعد بن سالم الوسيمر المحامي عثمان بن حمود العتيبي بتوجيه من الأمير إلى بلد أولياء القتيلة في جمهورية مصر العربية وتمكن من التفاوض معهم بمبلغ 800 ألف ريال بعد أن كان الرقم مليوني ريال، على نفقة الأمير عبدالعزيز، فوافقوا على التنازل لوجه الله وعفوا عن "الزهراني" مقابل العوض. وبناء على ذلك وجَّه الأمير بصرف كامل المبلغ، حيث تم تسليم شيك بمبلغ 400 ألف ريال من مكتبه لأهل القتيلة على أن يدفع بقية المبلغ وقدره 400 ألف خلال أيام بحسب تصريح الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله البريك، الذي كان له دور كبير في تفهم تلك القضية وقضايا كثيرة لا حصر لها يسارع إلى تبنيها ودعمها الأمير عبدالعزيز بن فهد. وحضر إلى المحكمة العامة بالرياض محامي ورثة القتيلة أشرف محروس، الذي كانت له إسهامات مماثلة في إقناع أوليائها بقبول العوض وعدم المبالغة في الأرقام، والذي أوضح أنه كان يتلقى اتصالات من شخص تحتفظ الصحيفة باسمه ورقم هاتفه قال إنه أحد أعضاء بعض اللجان بأحد المناطق وكان يساومه بشكل تجاري. وأشار إلى أن أمانته وخوفه من الله كانت وراء رفضه لتلك المساومة، فهو لا يسعى للمال بقدر ماهي رسالة وأمانة وتفريج هم مكروب وعتق رقبة، مشيدا بإنسانية صاحب الفضل بعد الله الأمير عبدالعزيز بن فهد ومثمنا جهود الشيخ الدكتور سعد البريك ونزاهته. وتلقى عبدالعزيز الزهراني الخبر في السجن وخرَّ ساجدا لله مبتهلا لله وداعيا للأمير عبدالعزيز بن فهد، كما تلقت والدته الخبر وكانت تجهش بالبكاء وتدعو للأمير بالتوفيق والقبول. وقال الزميل الإعلامي إبراهيم بن يحيى الزهراني، عم السجين، إن ما قدمه الأمير لوجه الله تعالى ليس بغريب عنه وبحكم علاقتي بالإعلام فقد تجاوب الأمير على ما يصعب حصره من الأعمال الإنسانية وأنفق الملايين في عتق الرقاب ومساعدة المرضى فهو رجل خير وبذل وعطاء تقبل الله منه. وتقدم شقيق عبد العزيز، المهندس خالد سراج يحيى، بعظيم شكره ودعائه للأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز على وقفته الإنسانية لعتق رقبة شقيقه من القصاص مشيرًا إلى أن المحامي تسلم نصف الدية ويتطلعون لصرف ما أمر به الأمير وهو مبلغ الدية كاملة وقدرها 800 ألف ريال.