أمضى مئات المصلين جُمعتهم الأخيرة من شهر شعبان في مسجد الإحسان، الواقع بحي الفيصلية بمحافظة القريات، تحت درجة حرارة بلغت 39 درجة مئوية، وفي ظل انعدام التكييف بسبب انقطاع الكهرباء أثناء صلاة الجمعة، مع سوء مستوى مكبرات الصوت داخل مساحة "15×20" متراً مربعاً. ويُعَدّ هذا المسجد أحد أصغر المساجد التي تُؤَدّى فيها صلاة الجمعة في أكبر وأقدم أحياء المدينة، وأصبحت معاناة المصلين أمراً معتاداً؛ حيث ظلوا على مدار سنة يشكون بسبب تجاهل إدارة الأوقاف لمسجدهم.
وفوجئ المصلون بأن إدارة الأوقاف تَهدِم مسجد "صخر" بالحي نفسه، الذي كان يعتبر أكبر مساجد الحي وأقدمها؛ بذريعة إعادة بنائه من جديد؛ وذلك دون الاهتمام بتهيئة مسجد بديل؛ حيث يضطر المصلون إلى مسجد الإحسان -الأقرب لهم- لأداء صلاة الجمعة؛ بدلاً من التوجه إلى مسجد آخر بالحي الذي يزخر بعدة مساجد حديثة وواسعة.
وأدى هذا الوضع إلى تزاحم المصلين واضطرار غالبيتهم إلى الاستماع للخطبة وقوفاً، وأداء العشرات منهم الصلاة على أسفلت الشارع الضيّق المحاذي للمسجد؛ معتمدين على التكبيرات التي يُطلقها المصلون الذين أمامهم؛ بسبب ضعف المكبرات الصوتية للمسجد، الذي ينتظر أن يحتضن ضِعف هذه الأعداد خلال أيام شهر رمضان المبارك.
وقال إمام وخطيب المسجد الشيخ ضيف الله دبيان الشراري ل"سبق": "إنه اقترح وضع مظلة لساحة المسجد الصغيرة؛ لكن جماعة المسجد لم تُوَافق بسبب صغر الساحة "3× 10" أمتار مربعة، كما أنها لا تتحمل تركيب المظلة".
وأضاف: "المسجد يحتاج إلى إصلاحات وإعادة تأهيل، وقد ناقشنا ذلك شفوياً مع إدارة الأوقاف بالقريات؛ لكن التنفيذ متعثر لعدم وجود الدعم المالي الكافي".
وحاولت "سبق" التواصل أكثر من مرّة مع مدير إدارة الأوقاف بالقريات مبارك عيد الرويلي؛ إلاّ أنه لم يُجِب حتى الآن.