اقترب موعد صرف الرواتب لهذا الشهر، وبدأت إعلانات الأسواق التجارية تملأ صفحات الصحف ولوحات الشوارع في كل مكان؛ سعياً منهم لكسب أكبر حصة ممكنة من عدد المستهلكين، ولاسيما مع قرب موعد صرف الرواتب لشهر شعبان. وحول ذلك قامت "سبق" بجولة ميدانية في بعض تلك الأسواق؛ لترصد آراء المواطنين حول التخفيضات والعروض التي تقدمها تلك الأسواق، ومدى فائدتها وتجاوب المستهلك معها.
وأكد المواطن "محمد المنيع" أن "مثل تلك التخفيضات لها فوائد كثيرة قد يستفيد منها المستهلك، وذلك باقتناص بعض السلع التي كانت مرتفعة أسعارها قبل التخفيض عليها، كما أن هناك سلبيات قد تلحق بالمستهلك، وذلك جراء شراء أصناف قد لا يحتاجها الشخص، ويجد نفسه في نهاية الشهر يرمي نصف تلك السلع في براميل النفايات".
وقال "عادل باشمندي"، وهو مقيم بالمملكة: "مثل تلك التخفيضات ليست على حجم الإعلانات التي تصور للمستهلك بأن هناك تخفيضات كبيرة، وإنما هي تخفيض بسيط وطفيف على بعض السلع لا يتجاوز الهللات، والهدف منها هو جر المشتري للإسراف في الشراء .
كما بين المواطن "فهد العرابي" أن أغلب السلع التي وضعت تخفيضات عليها هي ليست ذات تاريخ صلاحية بعيد، وإنما الهدف هو تصريف تلك البضائع قبل انتهاء صلاحيتها، وتستغل بعض الأسواق مثل هذه المواسم لتروج أنها تضع تخفيضات، وفي حقيقة الأمر هي تصرف بعض السلع التي شارفت على الانتهاء".
كما قال المواطن "منصور الوكيل": "كنت أتمنى الاستغناء عن وضع التخفيضات، وذلك بتوفير سلع بديلة يمكن أن يختار بينها المواطن؛ لأن سياسة التخفيض تساعد وتسهم في شراء المنتجات بكميات كبيرة قد لا يستفاد منها".
من جهته أكد الخبير الاقتصادي خالد العلكمي في حديثه ل"سبق"؛ أن "مجتمعنا لا يزال يحتاج إلى ثقافة المستهلك، وعدم الإصرار على سلعة معينة ومنتج بعينه، والتوجه إلى المفاضلة والاختيار بين البدائل، وكذلك ترشيد الاستهلاك في حدود الحاجة، وعدم الانجراف خلف الإعلانات والعروض التي تقدمها تلك الأسواق".
كما طالب العلكمي وزارة التجارة بجولات ميدانية لمعرفة مدى مصداقية تلك التخفيضات، وعدم دخولها في مجال الغش التجاري، مؤكداً أن الأمر هو مناصفة بين الجهات المعنية بمتابعة مثل تلك التخفيضات وبين المستهلك نفسه في فهم احتياجاته، والأخذ على قدر الحاجة؛ فثقافة المستهلك هي من تلعب دوراً في فهم التخفيضات واستغلالها.
يذكر أن جمعية حماية المستهلك حذرت قبل أيام المستهلكين من الانجراف خلف العروض والتخفيضات التي تقدمها المحالّ والأسواق التجارية؛ حيث وضعت على صفحتها الرئيسة: "يجب الحذر من التخفيضات فهي تجعلنا غالباً نشتري ما لا نحتاج إليه، وبكميات كبيرة"، وأضافت عبارة: "احذر الإعلان المضلل الذي تجد فيه مبالغات لا تعبر عن حقيقة المنتج، فلا يؤدي الأغراض المطلوبة منه عند استخدامه".