كشفت استشاري غدد الصماء، مديرة مركز السكري بمستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالرياض الدكتورة إيمان بنت عبدالرحمن ششه، أن معدل المصابين بمرض السكري في المملكة ارتفع من 5% عام 1985م إلى 24% عام 2014م، وفق دراسات ميدانية علمية وإحصاءات رسمية، مشيرة إلى أن النسبة بلغت 50% للفئة العمرية 65 سنة فأكثر. وأكدت الدكتورة إيمان ششه، في محاضرة توعوية ألقتها أمس بمقر المركز، في إطار الفعاليات والأنشطة التوعوية والتثقيفية للبرنامج الوطني للتوعية بداء السكري "السكري صحصح له"، التي أطلقها البرنامج لعدد من المختصين والمرضى، للتأكيد على أهمية التحكم في السكري بالمنزل، وذلك من خلال قياس سكر الدم من مرة إلى ثلاث مرات في اليوم، من قبل المريض وتدوين النتائج لعرضها على الطبيب؛ بهدف الحصول على الاستشارة الطبية المناسبة، وذلك بالإضافة إلى تناول الأطعمة الملائمة وممارسة الرياضة، ومراقبة مستوى سكر الدم، مع الالتزام بتناول الأدوية التي وُصفت له.
وأوضحت مديرة مركز السكري بمستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالرياض، أن البرنامج الوطني للتوعية بداء السكري يهدف إلى التقليل من عدد المرضى الذين يحتاجون للتنويم بالمستشفيات، ورفع الوعي الصحي لديه، وضبط نسبة السكر مع تغيير العلاج إذا استدعت حالة المريض ذلك.
وقالت إيمان ششه: إنه ينبغي على المصاب بالسكري أن يتعلم من الطبيب الاختصاصي بالسكري الطريقة الصحيحة لقياس سكر الدم لديه، وأن يعرف منه الأوقات المناسبة لقياس السكر في الدم كل يوم، وأن يطلع منه أيضاً على كيفية تغيير الأدوية التي يتناولها والنظام الغذائي الذي يتبعه، وبرنامج التمارين الرياضية التي يمارسها لضبط سكر الدم لديه.
واستعرضت الدكتورة إيمان ششه أعراض الارتفاع والانخفاض الحاد لمعدلات السكر في الدم، إضافة إلى طرق الوقاية والمحافظة والتعايش مع المرض.
ويستهدف البرنامج الممارسين الصحيين الذين يتعاملون مع مرضى السكري، ويتم خلال البرنامج تنظيم فعاليات صحية توعوية تثقيفية في هذا المجال، وتهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة من مقدمي الخدمة تجاه المستفيدين من مرضى السكري.
وتشتمل الفعاليات على أنشطة علمية وتثقيفية لمقدمي الخدمة من الأطباء ومثقفي ومثقفات السكر، وكذلك جناح يهدف إلى تقديم جرعة من التوعية والتثقيف الصحي حول التعامل مع السكري ومرضى السكري، والتعريف بعوامل خطورة الإصابة بالسكري وطرق الوقاية منه، من خلال اتباع الأنماط الصحية السليمة، وذلك لكل زوار الجناح، كما تم وضع كاونترات لتقديم أنشطة التوعية الصحية لهم، وتزويدهم بالمعلومات والمطبوعات الخاصة بالحملة.
كما اشتملت الحملة على إقامة محاضرة تعريفية بالتعامل مع السكري لعدد من المرضى، حيث قدَّمتها مديرة مركز السكر بمستشفى الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وقد تم خلالها تسليم أجهزة قياس مستوى السكر في الدم للحضور من المرضى.
يُذكر أن البرنامج الوطني للتوعية بداء السكري "السكري صحصحله"، يهدف إلى تعزيز التوعية الصحية لدى المرضى المصابين بالسكري، وتعريفهم بالإرشادات والممارسات الصحية التي تساعدهم على التحكم بمستوى السكر واتباع الأنماط الصحية، بالإضافة إلى تزويد المرضى المسجلين في وزارة الصحة بأجهزة قياس السكر وملحقاتها من الأشرطة والأبر، من خلال مراكز ووحدات السكري المنتشرة في كل مناطق المملكة.
ويهدف البرنامج إلى رفع نسبة الوعي بين أفراد المجتمع، وتغيير المواقف اتجاه الممارسات غير الصحية، وتشجيع تبني السلوكيات الصحية بين فئات المجتمع للتعامل مع مرض السكري، كما تهدف إلى التعريف بالمشكلات الصحية المرتبطة بمرض السكري وآثارها على صحة الفرد والمجتمع، والتأكيد على أهمية اتباع الأنماط الصحية السليمة؛ للوصول إلى صحة أفضل، ومن أهمها التغذية الصحية والنشاط البدني للتعامل مع المرض، وتستهدف الحملة المصابين بمرض السكري وغيرهم من مختلف شرائح المجتمع.