"إننا نعتز نحن السعوديين بأن هذه الجامعة على أرض سعودية، وفي عاصمة السعودية، وتحظى برعاية ملوك السعودية منذ أن كانت مركزاً حتى الآن (الملك فيصل، الملك خالد، الملك فهد رحمهم الله والآن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله)، والحمد الله أن هذه الجامعة بنيت على قاعدتين أساسيتين، هما القاعدتان الأساسيتان لهذه البلاد: قاعدة العقيدة الإسلامية وقاعدة العلم الصحيح". بهذه الكلمات وصف الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمة الله - الصرح العلمي الكبير الذي في كل عام يعزز الأمن العربي بتخريج دفعات جديدة، تزج بها الجامعة في الميدان الأمني من ذوي الدراسات العليا.
اهتم بها الأمير نايف - رحمه الله - اهتماماً بالغاً، وجاء من بعده الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ليكمل مسيرة النجاح في الجانب الأمني، ويعززه قوة ومكانة بلاده بين بلدان العالم، وها هي اليوم تحتفل بتخريج (6192) خريجاً من حملة الدكتوراه والماجستير والدبلوم، قدمتهم للأمن العربي.
وتعتبر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية منظمة عربية ذات شخصية اعتبارية، تتمتع بصفة دبلوماسية، ومقرها الرياض عاصمة السعودية، وقد أُنشئت استجابة لحاجة لمسها المسؤولون عن الأمن في الدول العربية؛ إذ أدركوا الحاجة إلى إقامة صرح علمي أمني ينهض بالبحث العلمي الأمني والدراسات العليا الأمنية والتدريب الأمني تحقيقاً لوقاية المجتمعات العربية من الجريمة والانحراف، من خلال الارتقاء بأداء رجال الأمن العرب، في إطار الأمن بمفهومه الشامل وتحقيق الوعي الأمني وتنمية الحس الأمني لدى المواطن العربي.
نشأتها:
جاءت فكرة إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مع انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1392ه (الموافق 1972م)، وأصدر المؤتمر الثاني لوزراء الداخلية العرب الذي عقد في بغداد بتاريخ 2/ 11/ 1398ه (الموافق 4/ 10/ 1978م) قراراً بإنشاء الجامعة استجابة للحاجة التي لمسها المسؤولون عن الأمن في الدول العربية حيال إيجاد صرح علمي عربي ينهض بالتعليم العالي الأمني، والتدريب المتخصص والبحث العلمي الأمني المتعمق، في سبيل وقاية المجتمع العربي من الجريمة والانحراف.
والجامعة مؤسسة إقليمية عربية ذات شخصية اعتبارية، تتمتع بصفة دبلوماسية، لها نظامها الأساس الخاص، ويرأس مجلسها الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودية، ويرأس الجامعة معالي د. جمعان رشيد بن رقوش.
وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - كونها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب - قد حققت التطلع العربي الذي يتجلى من خلال إنجازاتها ومناشطها العلمية بإشراف وتوجيه من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
الرؤية:
تحقيق الريادة في العلوم الأمنية والدراسات الاستراتيجية لبلوغ مستوى علمي متميز عربياً وعالمياً.
الرسالة:
الارتقاء بالعلوم الأمنية فكراً ومنهاجاً بما يسهم في تطوير أداء أجهزة الأمن والعدالة الجنائية من منطلق المفهوم الشامل للأمن، بهدي من الشريعة الإسلامية، ووضع الاستراتيجيات لاستشراف التحديات والمهددات الأمنية ومعالجتها بأسلوب علمي.
أهدافها:
لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أهداف تسعى إلى تحقيقها، لعل من أبرزها:
- تأصيل العلوم الأمنية والتعريف بأحكام التشريع الجنائي الإسلامي.
- إتاحة التخصصات العلمية في الدراسات العليا في ميادين الأمن بمفهومه الشامل.
- تدريب الكوادر الأمنية والمهنية العربية وتأهيلهم في مجال العدالة الجنائية ومكافحة الجريمة.
- إثراء البحث العلمي في مجالات الدراسات الأمنية والاستراتيجية وتقديم الاستشارة العلمية ورفد المكتبة العربية بالأبحاث والدراسات المتخصصة.
- تعزيز التعاون العلمي والأمني مع المؤسسات العلمية والشرطية والمنظمات الدولية.
الإسهام في تنمية الحس الأمني بما يخدم قضايا التنمية المستدامة.
وكان للجانب النسائي نصيب من هذا الصرح العملاق والمنارة المنيرة؛ إذ أتاحت الجامعة المجال لقبول الطالبات في برامجها العلمية في بداية العام 1431ه بقرار من المجلس الأعلى للجامعة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - استجابة للحاجة إلى وجود كوادر نسائية مؤهلة في مجال الدراسات العليا المتخصصة في مجال العلوم الأمنية، وإدراكاً من الجامعة لأهمية الدور الذي تؤديه المرأة في المجتمع؛ إذ أُتيح المجال للمرأة للالتحاق ببرامج الجامعة في عدد من تخصصات الدراسات العليا المناسبة سعياً نحو التوسع في ترسيخ مفهوم الأمن الشامل الذي تتبناه الجامعة تنفيذاً للتوجيهات الكريمة من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، وبمتابعة دائمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى للجامعة الذي يتكون من نخبة من أصحاب الخبرة العلمية والأمنية من الدول العربية.
وتتمتع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالعضوية في الاتحادات الجامعية على الصعيدين العربي والدولي، وتدعى للمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات التي تنظمها هذه الاتحادات، كما يشارك المختصون من الجامعة بأبحاث ودراسات تتعلق بالأمور الجامعية والبحثية التي تخص هذه الاتحادات.
ونظمت الجامعة بالتعاون مع المؤسسات المنضوية تحت هذه الاتحادات من الجامعات والمؤسسات الدولية ما يتجاوز المئات من البرامج العلمية والتدريبية عبر كليات الجامعة ومراكزها العلمية وإداراتها المتخصصة، وهي: كلية العدالة الجنائية، كلية العلوم الاجتماعية والإدارية، كلية العلوم الاستراتيجية، كلية علوم الأدلة الجنائية، كلية التدريب، كلية اللغات والترجمة، كلية أمن الحاسب والمعلومات، مركز الدراسات والبحوث، مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا، مركز تقنية المعلومات، والجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي.
واختيرت الجامعة عضواً في فريق الإنتربول الاستشاري؛ وهو ما يعكس المكانة العلمية المرموقة التي وصل إليها هذا الصرح العلمي العربي على المستوى الدولي.
وتُعد أحد مراكز شبكة الأممالمتحدة للعدالة الجنائية ومنع الجريمة ال(13) حول العالم، وتتكون هذه الشبكة من مركز الأممالمتحدة لمنع الجريمة الدولية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وعدد من المعاهد الإقليمية حول العالم إلى جانب بعض المراكز المتخصصة. وقد طورت هذه الشبكة لمعاونة برنامج الأممالمتحدة المعني بالعدالة الجنائية ومنع الجريمة في تعزيز التعاون الدولي لمنع الجريمة والعدالة الجنائية. وهذه المجموعة من المعاهد الإقليمية تقدم خدمات متنوعة، تشمل تبادل المعلومات والبحوث والتدريب والاستشارات، كما تُعد الجامعة مرجعية دولية في إطار التدريب خاصة في مجال إدارة الأزمات، وذلك وفق المعايير الدولية التي تقرها الأممالمتحدة.