أظهر مقطع فيديو علمي يتناول جانباً من حياة طائر "الوقواق" قدرة الخالق -سبحانه وتعالى - وآية من آياته التي لا تعد ولا تحصى في هذا الكون الفسيح. وأظهر الفيديو جانباً من الذكاء الذي منحه الخالق - جلّ وعلا - للطائر، وذلك من خلال قدرة الأم على استغلال الطيور الأخرى في العناية ببيضها، ومقدرة صغيرها في الاستئثار بالطعام، وحرمان غيره منه في الأيام الأولى من خروجه للحياة، وهو كتلة لحم لا حول له ولا قوة.
وأظهر مقطع الفيديو أنثى الطائر وهي تضع بيضة واحدة في عش طائر آخر دون أن تكلّف نفسها عمل عشٍ لها، ولا حتى العناية بالصغير، بل تضع بيضتها بين بيض الطائر المسكين الذي لا يعلم ما سيجري لبيضه، وغالبا ما تفقس بيضة "الوقواق" قبل بيض الطائر الأصلي.
وليت الأمر يتوقف على ذكاء الأم في استغلالها للآخرين والاعتماد عليهم في العناية ببيضها، بل الدهاء والذكاء يتجاوز الأم لينتقل لفرخها الصغير وهو قطعة من اللحم لا حول له ولا قوة، حيث يجري الفرخ الصغير بعد خروجه من البيضة محاولات مضنية ومستمرة حتى يتمكن من دحرجة بيض الطائر الأصلي صاحب العش وإلقائه خارجا واحدة تلو الأخرى؛ حتى يكون الغذاء كله من نصيبه دون غيره من فراخ الطيور.
ويبيّن المقطع تفاقم مشكلة الطيور الحاضنة إذا كانت من الطيور صغيرة الحجم، إذ يكون حجم فرخ الوقواق أكبر من الأبوين المغشوشين، فيستهلك طاقتهما وطعامهما حيث يستغرقان ساعات اليوم في إطعام "الصغير اللئيم" لكبر حجمه وحاجته التي تفوق طاقتهما اليومية. وعلى الرغم من استحقاق الطائر لأن يوصف ب "الطائر الذكي"، إلا أن بعض المصادر العلمية لم تمنحه هذا اللقب، مفضلة تسميته بالطائر "الخبيث".