تنطلق غداً الأحد اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني لعموم طلاب وطالبات التعليم العام وطلاب الجامعات. ومع قرب الاختبارات تبدأ الأسر عادة بتحفيز أبنائها للاختبارات وتهيئة الجو المناسب للاستذكار. واختلفت السبل بين الأسر حتى جعل بعضها من الاختبارات شبحاً مقلقاً لهم ولأبنائهم الطلبة. في البداية تحدث الطالب سالم العطوي بالصف الثالث الثانوي، وقال: بعض المعلمين في قاعة الاختبار يمارس أنواع الاستفزاز على الطلبة؛ فمرة يطلب منهم الصمت، ومرة يطلب منهم الاستعجال في الإجابة، ومرة تجده يتأفف، وغيرها من الأساليب التي توتر الطلاب. وأقول: الحمد لله أن هذه النوعية من المعلمين قليلة جداً، لكنها موجودة في واقعنا.
وأضاف زميله فهد العنزي: أنا في الاختبارات أبتعد عن المنبهات، وآخذ وقتي الكافي في النوم الذي يقابل مجهود المذاكرة، ولا يوجد لدي وقت لأي نشاط آخر خلال فترة الاختبارات.
وقال زميلهما ياسر البلوي: أنا أعيش جو الاختبارات باستنفار أسرتي ووجود والدي الدائم بالمنزل لدعمنا وتوجيهنا، وكذلك بقية الأسرة.
تخويف ووعيد الأسرة "سبق" طرحت هذه القضية على مدير إدارة التوجيه والإرشاد بإدارة التربية والتعليم بمنطقة تبوك، د. يحيى العطوي، المهتم بقضايا علم النفس التربوي، فقال: "يعتبر الخوف والقلق من الامتحانات من أشد ما يعانيه الطلاب، وخصوصاً عند قرب هذه الامتحانات؛ ما يتسبب في توتر بعض الطلاب نفسياً، وقد يصابون بالقلق السلبي فيصبحون متوترين وعصبياً باستمرار، ويقل النوم لديهم، وكذلك تناول الطعام".
وأوضح: بالتأكيد، قلق الامتحان يرتبط بالظروف الشخصية والأسرية والضغوط التي يتعرض لها الطالب من الأهل. فالتخويف والتهديد يعتبران من الضغوط، كما أن الاستنفار الزائد على حده في المنزل وتضخيم الأسرة للمخاطر والمستقبل المظلم للطالب في حالة أنه لم يحقق الدرجات المرجوة ضغوط نفسية تمارَس على الطالب؛ ولذلك ينبغي على أفراد الأسرة إعادة النظر في أساليبهم وأفكارهم الخاطئة المقلقة لأبنائهم، وأن يتبنوا أفكاراً واقعية لا تهز ثقة الطالب بنفسه.
ومن جانبه، قال خطيب جامع الريان بتبوك مدير مجمع الأمير فهد بن سلطان التعليمي، د. عبد الله راجي العنزي: يقع دور كبير على المعلم في الميدان التربوي في رفع القلق والتوتر النفسي عن الطالب، فمتى كان المعلم هادئاً في لجنة الاختبار، واستقبل الطلاب بابتسامة المسلم لأخيه المسلم، ووفر لأبنائه الطلاب في قاعة الاختبار الجو المناسب، انعكس ذلك على الطالب وراحته النفسية؛ وبالتالي يؤدي اختباره بكل أريحية. والعكس صحيح؛ إن كان المعلم متوتراً، ويقابل الطلاب بعبوس، ينعكس ذلك على الطالب، ويزيده توتراً وقلقاً.
حقوق الطالب في الاختبارات ومن جانبه، قال المشرف التربوي في إدارة الاختبارات والقبول بإدارة التربية والتعليم بتبوك، كامل العطوي، إن الزملاء مديري المدارس أنهوا جميع الإجراءات اللازمة لاستقبال الطلاب غداً الأحد مع انطلاقة الاختبارات، مثل تحديد اللجان وتوزيع المهام وتهيئة اللجان وقاعات الاختبار وتوفير الأدوات اللازمة للاختبارات.
وأكد "العطوي" تطبيق لائحة الاختبارات، وأحقية الطالب في أخذ حقه كاملاً في الوقت المحدد في ورقة الاختبار، ولا يجوز إخراج الطلاب قبل انتهاء الوقت. ومن حقوق الطلاب في الاختبارات أيضاً وضوح الأسئلة وشموليتها وتنوعها، والمكان المناسب، بما في ذلك ملاءمة المقعد والطاولة والتهوية، وأن الإضاءة تكون جيدة.
وأضاف "العطوي": من أهم العوامل المعينة لاستقرار نفسية الطالب التهيئة قبل الاختبار، وخصوصاً طلاب الأول المتوسط الذين يعيشون تجربة الاختبارات التحريرية لأول مرة بالنسبة؛ كون المرحلة الابتدائية تقويماً مستمراً.