هذا ما علينا ... وبالله التوفيق! بدأت النفوس تتأجج والأعصاب تتوتر مع قرب موسم الحصاد "الامتحانات " وبعض الآباء أعلن حالة الطوارئ القصوى في المنزل وشحن الأبناء بنصائح وتحذيرات من أجل الاستعداد لاستقبال فترة الامتحان قلقا على نتائج التحصيل كلنا يفعل ذلك – مع الأسف - وهو خطأ تربوي نفسي نتائجه وخيمة .هذه الفترة القصيرة المتبقية لدخول الامتحان حساسة ومؤثرة جدا في النتائج! فماذا يجب علينا عمله ؟. إن الطلاب بحاجة إلى أدوات تساعدهم على دخول الاختبار وقياس مدى التحصيل العلمي وهي أدوات مادية وأدوات معنوية فالمادية من واجبات الطالب المعروفة وهي ضروريات الامتحان المتعددة ابتداء من المذاكرة و التحصيل العلمي ثم حسن التغذية والنوم والراحة الجسدية والذهنية إلى تجهيز اللوازم الورقية وما إلى ذلك . أما الأدوات المعنوية والتي يغفل عنها كثير من الآباء مثل التوفيق من الله والشعور بالمسئولية و والثقة بالنفس وراحة البال وهي في رأي المتواضع أهم من الدراسة والمذاكرة والتحصيل !! والسبب في ذلك أن الطالب مهما بذل من مجهود في الدراسة طيلة العام لا يتهيأ له ايجتاز الامتحان إلا بتوفيق من الله تعالى ولذلك تكون المهام المترتبة علينا نحن الآباء أعظم من المهام المطلوبة من أبنائنا ثم لنعلم أن العلم هو نعمة يتفضل الله بها على بعض عباده ومن لم تكتب له فلا يستطيع الأب حشو المعلومات في أدمغة أبنائه بحال من الأحوال كما أن قدرات الأبناء محدودة فلا يجب الضغط على الأولاد لتجاوزها ! فمستوى التحصيل في كيفية اختزان المعلومة وضبطها وسهولة استرجاعها وليست في الكم ألمعلوماتي, ومن الخطأ ربط الفشل في الدراسة بالفشل في الحياة فليس كل من اخفق بالامتحان فشل في حياته ,ولا كل من تفوق في حياته كان متألقا في دراسته , فالربط بين الفشلين من الخطأ والتعدي , وهذا المفهوم يجعل الأب في مأمن من التوتر والقلق فابنك الذي أخفق في الامتحان قد يكون نجاحه في الحياة العملية فدعه يكسب رزقه أنى كتب له ! وهذا بالتأكيد لا يعني ترك الباب مهمل لمن شاء ! بدون حسيب ولا رقيب فهذا خطأ أيضا ! المقصود أن يتعامل الأب مع نفسه وأبنائه بواقعية ولا يتعسف المقادير, عليه أن يعمل في حدود الممكن. والآن دعونا نتذكر ما يجب علينا فعله لتهيئة ما نستطيع من الأدوات المعنوية الضرورية للاختبارات في هذه الفترة القصيرة المتبقية إلى الامتحانات , في البداية يجب أن نعلم أن التوفيق بيد الله تعالى وان ما عند الله لا يؤتى إلا بطاعته , علينا أن نبعد أبنائنا عما يغضب الله تمهيدا لأزالت موانع التوفيق , ثم لنعلم أن ومسألة النجاح مرتبطة بالاستعداد النفسي لنا ولأبنائنا .و تهيئة الجو داخل المنزل بداية من تأجيل المشاغل الإنشائية ,والارتباطات العائلية , امتدادا إلى الانسجام التام بين الأبوين ونبذ الشجار والخصام خلال تلك الفترة الحساسة , ثم تهدئة النفوس بين الأبناء ,وإبعاد أسباب التوتر ,ومراعاة الفروق الفردية بينهم, وعدم إثارة المقارنة البينية,والعمل على تبديد المخاوف من الإخفاق والفشل , وتقليص حدة الضغط عليهم في التحصيل, وتوفير راحة البال , وإقناعهم بأنهم قادرين على التفوق فلا داعي للقلق وغرس التفاؤل بالنجاح في قلوبهم , من خلال أسلوب التعزيز التربوي , ورفع مستوى الاستعداد الذهني لدخول الامتحان ,ولا بأس من إتاحة الفرصة لهم لاستنشاق الهواء العليل قبل أيام الامتحان بالترفيه والتنزه لتوفير مزيدا من الأكسجين في الجسم . إن ما يفعله البعض من إشعال جو التوتر في المنزل ,والتخويف من مغبة عدم النجاح ,وإجبار الأبناء على الاعتكاف للمذاكرة والمراجعة في كل وقت, ومنعه من الترويح والتنزه مطلقا ,لا يأتي بخير. بل على العكس سوف يوتر أعصاب الطالب ويربك معلوماته ويفقده التركيز والثقة بالنفس , ففي الوقت الذي نحرص فيه على رفع مستوى التحصيل بالحفظ والدراسة نهيئ أسباب الإخفاق والفشل , بالتوتر, والخوف, والقلق . إن الاستعداد النفسي للأسرة هو الوسيلة الوحيدة التي تضبط ذاكرة الطالب وتساعده على الأداء المتألق في الامتحان وعلينا جميعا التأكد من الاستقرار النفسي وراحة البال لأبنائنا صباح كل يوم امتحان . فؤاد العيسى