أبرَزَ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ الدكتور علي عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة، اليوم، أهمية ومنزلة القرآن الكريم؛ مؤكداً أنه من أعظم النعم مع الإيمان بالله. وقال: "نعمة القرآن الذي جعله الله رحمة للعالمين ويهدي للتي هي أقوم قال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً}"؛ مُرجعاً فضيلته سوء حال المسلمين اليوم إلى ما دخل حياتهم من النقص بالعناية بكتاب الله عزوجل.
وأضاف: "إذا علم المسلم عظمة القرآن وفضائله عظُمَت عنايته وزاد اهتمامه به؛ فبذل جهده في تعلمه وتعليمه".
وأكمل إمام وخطيب المسجد النبوي قائلاً: "أيها المسلم، لن تعرف حقائق القرآن وقدر منزلته في قلبك إلا إذا علمت عظيم منزلته عند الله وخلقه من ملائكته وأنبيائه وإنسه وجنه، إن الله عظّم القرآن كما هو أهلُه وأكثر الله من ذكر هذا القرآن موصوفاً بأحسن النعوت وأجلّ الصفات ليعظم الناس القرآن؛ مشيراً إلى أن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه"، ونوّه بأن الإيمان والقرآن هما أعظم النعم؛ لأن القرآن الكريم يدلّ على كل خير وينهى عن كل شر.
واستعرض فضيلته مجموعة من الآيات التي تؤكد منزلته وعظمة كتاب الله عز وجل؛ مشيراً إلى أن الملائكة يُعَظّمون القرآن لعلمهم بعظمته، وتعظيم القرآن عند الأنبياء وأممهم الذين آمنوا به"، {وإنه لفي زبر الأولين}، ولما سمعت الجن هذا القرآن آمنوا به وعظموه، وأنزل الله في هذا سورة الجن وما فيها من الحكم والمواعظ.
وأوضح الشيخ الحذيفي أنه إذا داوم المكلفون على تلاوة القرآن الكريم؛ حيث كان نهج الصحابة رضوان الله عليهم؛ فاعتبروه حياتهم وعزهم؛ فسينفعهم ويصلح مجتمعاتهم ويجلب لهم الخيرات ويدفع عنهم الشرور.
وأبان خطيب المسجد النبوي الشريف أن الثواب والأجر لمن قرأ القرآن الكريم حفظاً وتلاوة؛ لقوله تعالى: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور}.
وذكر فضيلته أن القرآن الكريم كان من آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من خلال الترغيب في التمسك بكتاب الله وسنته؛ "فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه"؛ موضحاً أن أهل الله والقرآن هم العاملون به وإن لم يحفظوه، وأن حفظه مع العمل خير على خير.