نظّمت فاعلة خير، رفضت الإفصاح عن اسمها، إفطاراً كبيراً في جامع الشيخ ابن باز وجامع رنية الكبير، نظّمت خلاله برنامجاً رائعاً لتفطير 1000 صائم وصائمة، مما ساهم في خلق جو روحاني عظيم وألفة واجتماع اعتادت عليه الجاليات بشكلٍ يومي منذُ مغيب شمس رمضان، مُردّدين الأدعية والأذكار وانتظاراً لعُلو مُكبرات الأذان . حضرت "سبق" مُبكراً في ساحات الإفطار، ورصدت ما شاهدت من تنظيم وإشراف ومُتابعة وأيدي عاملة تعتني بالنظافة والاهتمام بعناية الصائمين. وعبّر الوافد "إبراهيم" من الجالية الهندية، والذي يُعد بمنزلة "الداعية" بينهم، معبراً عن سعادته البالغة من الأجواء الرمضانية، وما يُشاهده من ألفة بين المسلمين وحرص على فعل الخيرات والإكثار من الصدقة، مُستشهداً بقول الله عز وجل: {فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
ومن جانبه أوضح الوافد "صُهيبْ"، من الجالية الهندية، ما تقدمه مثل هذه الأعمال الخيرة من مكاسب بكسب أجر كل من أفطر، مؤكداً على أهمية دعوة الجاليات غير المُسلمة لتناول الطعام أسوة بالمُسلمين أثناء وقت الصلاة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفعهم للإسلام حينما يرون ألفة القلوب وسعادة المسلمين بدينهم الذي يمنعهم من تناول الطعام نهاراً تعظيماً لهذا الشهر الفضيل، ومُشيراً إلى أنه يسعى لدعوة أصدقائه غير المُسلمين في تغيير نظرتهم تجاه الإسلام. وقال المُشرف على مُتابعة تنظيم الإفطار، فيصل الخرصاني: "عملنا على تفطير أكثر من 500 صائم وصائمة في الإفطار الواحد، وبتكلفة بلغت أكثر من مليون ريال، ووفّرنا لهم ما يحتاجونه من الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة والفواكة والخُضار والألبان، سواءً في جامع الشيخ ابن باز، أو جامع رنية الكبير، والذي شهد هو الآخر حضور أعداد كبيرة من الجاليات منذ حلول موعد الإفطار". وبين أنه ما أن يفرغ الصائمون من صلاة المغرب حتى يتم تقديم وليمة العشاء بالتعاون مع أحد المطابخ بالمحافظة، والذي خصص طُهاة لإعداد الولائم المقدرة بسبع أغنام وعدد من لحوم الدجاج المُبرد. وأضاف الخرصاني: "ما نحرص عليه هو الاعتناء بالجانب الصحي، وما فيه سلامة لصحة الصائم"، مُشيراً إلى أن ما يُقدم ليس بالإسراف مُقابل الأعداد الكبيرة التي تحضر، ومؤكداً بأن أعداداً من الجاليات ما أن يفرغوا من تناول الإفطار حتى يقوموا بجمع الأطمعة والمشروبات والفواكه والخُضار لمنازلهم وتناولها في منتصف الليل. وأشار الخرصاني إلى أن فاعلة الخير نظمت العام الماضي إفطاراً أيضاً، وبفضل الله ثم بجهود الدعاة في إرشاد الجاليات وتوعيتهم ودعوة الجاليات غير المُسلمة، أسلم اثنان منهم أثناء حضورهما لتناول وليمة العشاء، مؤكداً أن هذا ما يسعون لتحقيقه أيضاً هذا العام.