تُواصل فِرَق البحث والإنقاذ عملها اليومي في مكةالمكرمة منذ يوم الجمعة الماضي، في البحث عن قائد القارب الذي انقلب يوم الجمعة الماضي، وعُثِر على مرافقيه الأربعة؛ بينما لا زال هو مفقوداً حتى ساعة إعداد هذا الخبر. وتوصلت "سبق" إلى أحد الناجين الأربعة، الذي روى تفاصيل الحادثة من ساعة انطلاقها، إلى أن اختفى صوت أبو عبدالسلام قائد القارب، وحتى تم إنقاذهم عن طريق أحد البحارة وإعادتهم إلى خفر السواحل.
يقول ل"سبق": "فقدتُ أخاً عزيزاً ورجلاً تمتّع بأخلاق عالية، ومعروفاً لدى الجميع من زوار البحر في الشعيبة أو بين أصدقائه بتعامله الراقي وحسن أخلاقه؛ حيث انطلقنا في البحر نحن الأربعة وبرفقتنا قائد القارب، وبعد ساعات من دخولنا تفاجأنا بشدة الموج وهبوب الرياح؛ مما جَعَلَنا نتّجِهُ بالقارب إلى أحد الأماكن تحيط به الشعب، واحتمينا فيه من شدة الأمواج ونحن بأحسن حال".
وأضاف: "جاءنا اتصال هاتفي من أحد البحارة يطمئن علينا، وأخبره قائد القارب أبو عبدالسلام أنه في مكان آمن، ومعروف لديهم؛ فأكدوا عليه بعدم الخروج من مكانه حتى تهدأ العاصفة".
وتابع: "بقينا مكاننا حتى وَرَدَنا اتصال آخر من خفر السواحل يطلب منا الخروج والعودة فوراً، بعدها تناقشنا في الأمر ورفضنا الخروج؛ بحجة أن مكاننا هنا آمن لنا، وفي النهاية اضطررنا للخروج؛ تلبية للدعوة قرابة الواحدة ليلاً، وما إن تحركنا عشرات الأمتار حتى غمرتنا موجة ملأت القارب بالماء؛ فسارعنا بإخراج الماء من القارب قبل أن يغرق، وما هي إلا ثوانٍ حتى ضربتنا موجة أخرى ملأت القارب بالماء أكثر، ونحن نحاول إخراجه، عندها شعرنا أن محاولتنا باءت بالفشل، وفي محاولة أخرى من قائد القارب لرفع مقدمته التي بدأت بالغرق، طلب منا العودة للخلف؛ لعل القارب ترتفع مقدمته، ويقاوم موج البحر، والذي يتجاوز ارتفاعه 5 إلى 6 أمتار؛ إلا أن الموجة الأخيرة أغرقت القارب، واستطعنا القفز في البحر بعد ارتداء سترة النجاة؛ وذلك قرابة الثانية عشرة ليلاً، وتعلقنا بثلاجات كانت معنا بالقارب واتجه أبو عبدالسلام إلى القارب، وأصبحنا ننادي بعضنا البعض بالصوت، ونطلب من أبو عبدالسلام أن يعود باتجاهنا؛ إلا أن الموج حالَ بيننا وبينه، وسمعنا استغاثته وهو يردد بعدها الشهادة حتى انقطع صوته".
وأردف: "قمنا بالسباحة؛ حتى وصلنا إلى كسّارة (عبارة عن مجموعة من الصخور تحت الماء)، ووقفنا عليها حتى أنهكنا التعب ونحن ننتظر أن يصلنا أي قارب إنقاذ؛ فمكثنا في موقعنا حتى طلع الصباح، وأكملنا النهار بكامله حتى الساعة الثالثة فجراً؛ مكملين قرابة 27 ساعة، وقد أوشكنا على الهلاك؛ لكن رحمة الله أوسع لنا؛ إذ أطلّ علينا أحد القوارب، وكما نشاهد أنواراً ولا نسمع صوته، ونحن نصيح بصوت مرتفع، وتوجّه نحونا، وقام بإخراجنا من البحر، ونحن في حالة يُرثى لها من التعب والخوف؛ حتى سَلَّمنا إلى خفر السواحل في مقرهم".
وكان الناطق الإعلامي لحرس الحدود العقيد بحري ناجي الجهني، قد قال: "إن البحث لا يزال جارياً من قِبَل غوّاصي الحرس للعثور على المفقود الخامس؛ فيما تشارك في عملية البحث وسائط حرس الحدود، وطائرة عامودية تابعة لطيران الأمن؛ علماً بأن المفقود من الجنسية التايلاندية"؛ مبيناً أن الأشخاص الذين عُثِر عليهم: سعودي، ويمني، وسوري، وفلسطيني.