قال وزير التعليم العالي د.خالد بن محمد العنقري: إن التاريخ لن ينسى مطلقاً برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود للابتعاث الخارجي، الذي أطلقه كواحد من المكتسبات التنموية المهمة ويتشرف بحمل اسمه، ويأتي إيماناً منه –أيده الله– بضرورة نقل العلوم والمعارف من مصادرها العريقة والمتميزة، بالإضافة إلى التعرف على كل ما هو مفيد لدى الثقافات الأخرى من أجل الإسهام في إيجاد جيل قادر على التعامل مع التغيرات المحلية والدولية بثقة، وقادر على بناء جسور من الحوار بين الحضارات، واصفا هذا البرنامج بأنه من أكثر برامج الابتعاث شهرة عالمية. وأضاف أن "ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ملكاً للبلاد، مدعاة للفخر والاعتزاز لما تمثله هذه الذكرى من مناسبة عزيزة وغالية على نفس كل مواطن سعودي لقائد بذل الكثير في خدمة دينه ووطنه وشعبه".
وأوضح أن التعليم العالي شهد قفزات متتابعة خلال السنوات الأخيرة والتي لم تكن لتتحقق لولا فضل الله عز وجل، ثم ما تلقاه مؤسسات التعليم العالي من دعم سخي، ورعاية متواصلة من خادم الحرمين الشريفين؛ الذي ذلل جميع الصعوبات ويسّر دعم وزارة التعليم العالي ماديا ومعنويا لأداء واجبها انطلاقاً من رؤيته العميقة لمكانة قطاع التعليم العالي وأهمية دوره، باعتباره خيارا استراتيجيا للنهوض بإنسان هذا الوطن، الذي يعد الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل في المستقبل.
واستشهد ببشائر الخير التي تتضمنها ميزانية الدولة سنة بعد أخرى، سواء فيما يتعلق بما يخصص للجامعات السعودية، أو بالاعتمادات الضخمة لمشاريع استكمال المدن الجامعية وتأهيل الكليات في عدد من الجامعات، واعتماد النفقات اللازمة لافتتاح جامعات جديدة آخرها في كل من حفر الباطن، بيشةوجدة، وكذا كليات جديدة، ومشاريع لمساكن أعضاء هيئة التدريس، واعتماد إنشاء مستشفيات جامعية جديدة.
يشار إلى أن تجربة الابتعاث بدأت إلى الخارج، لأول مرة منذ 90 عاماً (1346ه- 1927م) بقيادة حكيمة، أدركت منذ تأسيسها على أيدي المغفور لهم بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأبناؤه البررة بأن التطور والتنمية الحقيقية للوطن إنما تأتي أولاً بالاستثمار الحقيقي في تطوير وبناء العقول والكوادر البشرية المؤهلة من أبناء وبنات الوطن للإسهام بنجاح في دعم حركة نموه وازدهاره في جميع جوانبها، ولتصبح بلادنا بمصاف الدول المتقدمة على المستوى الإقليمي والعالمي".
وتضاعفت أعداد المبتعثين السعوديين المستفيدين من هذا البرنامج منذ الانطلاقة الأولي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الأولى عام 1426ه، من 5 آلاف مبتعث إلى أمريكا في ذلك العام لتصل، إلى ما يتجاوز 150 ألف مبتعث ومبتعثة موزعون على أكثر من 30 دولة، لنيل الدرجات العلمية من أرقى الجامعات العالمية في جميع المجالات والتخصصات العلمية والصحية والطبية والهندسية، التي يتطلبها سوق العمل في مشاريع التنمية الفكرية والعلمية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية وقد تخرج من هذا البرنامج حتى الآن نحو 55 ألف طالب وطالبة.