رصدت عدسة "سبق" ذكريات الماضي المؤلم لحوادث طرق رنية، وتحديداً لطريقها الممتد من الشمال بالخرمة وجنوباً ببيشة، جامعة ما حفظ في الأذهان منذ العام الماضي تحديداً، ما بين لحظات مؤلمة وآمال محبطة، من جراء استمرار الطرق في حصد الأرواح دون وقف لهذا المسلسل الدامي والمفجع لعشرات الأسر المقيمة والعابرة، وسط ترقبات لعدد من المواطنين في محافظة رنية لزيارة وزير النقل التي تنطلق غداً بمحافظة الخرمة مروراً برنية ثم بيشة، معلقين آمالهم بإنهاء معاناتهم بازدواجية وتوسعة طريق رنية – الخرمة – بيشة، ووقف مسلسل الحوادث المرورية التي تقع عليه بشكل يومي ومفجع، آملين أن تسفر الزيارة عن تحقيق جميع مطالبهم الأخرى. وقال مواطنون: تأتي توسعة طريق رنية – الخرمة - بيشة الذي سيقف عليه وزير النقل من أهم المطالب نظراً لكثرة حوادث هذا الطريق القاتلة، وضيق مسارَيه، ومُضي أكثر من 40 عاماً على إنشائه؛ ما أصابه بالتصدعات والتشققات دون الاهتمام به.
وكشفوا عن تعثر مشروع تنفيذ كوبري طريق تربة - الغافة المار وسط وادي رنية، والرابط بين مركزي العويلة والغافة، مدة تجاوزت العامين، وحاجة طريق رنية - وادي الدواسر للتوسعة لكثرة السيارات العابرة لهذا الطريق، وما يقع عليه من حوادث مرورية باستمرار. مؤكدين الحاجة لتوسعة كوبري وادي رنية، الذي يُعتبر جزءاً من طريق الملك عبد الله، والذي يرابط بين المحافظة ومدخلها الجنوبي المتصل بطريق رنية – بيشة، وضرورة ربط مركز ورشة وقرية كتيفان بطريق رنية – الخرمة، ورفع المعاناة عن ساكنيها.
ويقول مساعد السبيعي: "إن طرق رنية عموماً، التي تربطها بما جاورها كافة من مدن ومراكز، تتسم بتكوين يمكن وصفه بالهش أو الضعيف؛ فما إن يتم إنشاء طريق مسفلت جديد، أو صيانة طريق قديم، إلا ويرجع إلى أسوأ حالاته، فتجد الطرق تتأثر بسير المركبات، وتنخفض عن مستواها؛ ما يفقد المركبات توازنها، ويؤدي لانحرافها. وقد أوقعت العديد من الحوادث المأساوية، كما أنها تتأثر بالأمطار؛ إذ تجدها بعد المياه تكثر بها التشققات والحفر التي تسبب أيضاً خطراً على العابرين؛ ما يستدعي إعادة النظر في الشركات التي تعمل في إنشاء الطرق أو صيانتها، ومتابعتها، واختيار عامل الجودة في تكوين تلك الطرق، وهذا يتطلب تفعيل دور الرقابة والمتابعة من قبل وزارة النقل على تلك الشركات، وتطبيق النظام بحق المقصر منها".
أما فيحان محمد فيقول: نتطلع لزيارة وزير النقل، ونتمنى أن يتحقق معها جميع مطالب السكان، ومنها توسعة وازدواجية طريق رنية - الخرمة، الذي يعتبر من أسوأ الطرق في السعودية؛ فقد أُنشئ في عام 1394ه، أي قبل أكثر من 40 عاماً، ويعاني من ضيق مساره وعدم وجود أكتاف جانبية وتصدع طبقته الأسفلتية وكثرة حوادثه المميتة والجمال السائبة به التي قضت على سالكيه. وأضاف: لو رجعنا لإحصائية المرور لوجدنا ارتفاع نسبة الحوادث المرورية المروعة التي تقع على هذا الطريق من بين الطرق الأخرى في منطقة مكةالمكرمة؛ فالكثير من ضحايا حوادث هذا الطريق لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، وبعضهم لا يزال مقعدين في منازلهم بعد إصابتهم بشلل قضى على أحلام حياتهم.
وتحدث شبيب فاهد عن حال طريق رنية الجنوبي بأنه هو الآخر يشهد حوادث مفجعة بشكل شبه يومي، وقال: الطريق معروف بحوادثه القاتلة والمفجعة وسوء طبقته الأسفلتية، وأُنشئ مع طريق رنية - الخرمة في العام نفسه، ويربط منطقة مكةالمكرمة بمناطق جازان وعسير ونجران ودولة اليمن الشقيقة، ومع ذلك لم يجد الاهتمام والازدواجية، رغم أنه يعتبر أقدم طريق في السعودية من ناحية عام التنفيذ، وأسوأ طريق في الوقت نفسه! وشاركه عبيد بن شجاع قائلاً: طريق رنية - بيشة يأتي في المقام الثاني من حيث إحصائية الحوادث بعد طريق رنية – الخرمة، ويتصف دائماً ببشاعة حوادثه المرورية التي نصفها تنتهي بالاحتراق وتفحم ضحاياها. ولعل وزير النقل يرى بعينه خلال مروره على هذا الطريق المعاناة المستمرة من هذا الطريق.
مضيفاً بلغة اليأس: لن يطلب الوزير إنجاز طريق "الخرمة – رنية - بيشة" ما لم يشاهد حادثاً بشعاً أمام عينه مثلما نشاهد باستمرار. مناشداً إياه عبر "سبق" محاسبته المقصر والمسؤول عن تأخر إنجاز الطريق المزدوج والمتعثر منذ 7 أعوام، وتعمل به شركة واحدة ببطء شديد، واتضح عدم قدرتها بمفردها على إنجاز ازدواجية طريق يبلغ طوله 300 كلم؛ ويحتاج لأكثر من شركة لإنجازه.
وأكد فهيد بن عبدالله أن الطرق التي تم إنشاؤها لتربط محافظة رنية بالمدن المجاورة لا ترقى إلى تطلعات العابرين من أهالي ومسافرين من حيث التصميم البنائي، وتوافر عامل السلامة المطلوب بها؛ إذ أُهملت جوانب عديدة من قِبل الوزارة عند إنشائها، كالمسار الواحد وضيق المساحة وانعدام الأكتاف وافتقارها لسياج حديدية توقف تسيب المواشي يمنة ويسرة.. مطالباً بحلول عاجلة وتحرك واقعي من الوزارة، لتحريك تلك الآمال والأمنيات المعلقة منذ 40 عاماً دون مجيب.