بعد نشر "سبق" تقريرها، عن قيام "بلدية القصب" بعمل حفريات بطول 100م، وعرض مترين، داخل مقبرة المركز؛ ما أدّى إلى نبش عددٍ من القبور، ونثر عظام الموتى في العراء، دون الرجوع إلى الجهات الشرعية، في مشهد استنكره الجميع, والتقرير الثاني ل "سبق"، الموثق بالفيديو والصور، عن طريقة معالجة البلدية لوضع القبور المنبوشة وقيامها بردم القبور ب "الشيول", اتصل رئيس بلدية القصب دغيشم الدغيشم ب "سبق"؛ مبيناً أن الموضوع يحظى باهتمام البلدية, وبمتابعةٍ مباشرة من لدن وكيل أمين منطقة الرياض لشؤون بلديات المنطقة المهندس عبد الله بن أحمد العسكر، موضحاً أن ما تم عمله تجاه القبور خطأ غير مقصود، ولا يرضاه أحدٌ مهما كانت المبررات، ومؤكداً تأثره البليغ وتألمه الكبير بعد وقوفه على تلك القبور. وقال: قبل أن أتطرق لمُلابسات الموضوع أحب أن أوضح أنني تألمت كثيراً من منظر القبور التي نبشتها المعدات, وتسبّبت في نثر عظامها دون قصد, فقد أثّر المشهد في نفسي, وتركت أهلي في محافظة مرات, وحضرت على الفور لمقبرة القصب, برفقة رئيس المجلس البلدي, وبعض الزملاء للوقوف على الحادثة ومتابعتها على وجه السرعة وقد فُوجئنا بما رأينا .
وأضاف "الدغيشم"، قائلاً: السبب في وقوع الأشكال واللبس, أن الأرض قبل عمليات الحفر لا توحي بوجود أي قبرٍ فيها كونها أرضاً متساوية تماماً, ولا أثر لوجود قبور فيها, إضافة إلى أن قرار الحفر لم يأت بطريق شخصي أو ارتجالي, بل جاء بعد موافقة المجلس البلدي على الحفر, من جرّاء مثول عددٍ منهم للمقبرة, واطلاعهم على خلو موضع العمل من علامات القبور, إلا أننا فُوجئنا - كغيرنا - بوجود تلك القبور في ركن المقبرة الذي توقعنا خلوه من أي قبر.
وقال "الدغيشم": "الأعمال التي تم الاتفاق مع المجلس البلدي على تنفيذها عبارة عن توسعة للطريق في جزءٍ من المقبرة وعمل ترميم لسور المقبرة المتهالك في الجزء الآخر".
وتابع قائلاً "لما انكشفت تلك القبور, وتبعثرت بعض العظام من جرّاء الحفر, اجتهدنا في إعادة الأتربة, إلى القبور والقيام بردمها, على وجه السرعة خشية عليها من التلف والعبث، كما قمنا بإيقاف جميع الأعمال بالمقبرة في الحال".
وأضاف الدغيشم: "اجتهدنا في تلك الأعمال لعمل الأصلح والأنفع، ونحن كبشر معرّضون للخطأ في أي عمل، لكننا لا نرضى ولن نرضى بالتعدّي على حُرمة المسلم حياً وميتاً مهما كانت المبررات".
من جانب آخر، قال الشيخ خالد عبد الرحمن الشايع في اتصالٍ مع "سبق": " اطلعت على ما وقع من حفريات داخل مقبرة القصب من قِبل البلدية وأدّت إلى نبش رفات الموتى وبعثرة عظامهم في مناظر مفزعة .. ولا شك أن هذا خطأ واضح وتساهل بحُرمة الموتى وإساءة لهم، وثبت في المسند والسنن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كسر عظم الميت ككسره حياً".
وأضاف قائلاً: هذا الخطأ مرجعه غياب الإشراف الشرعي على أعمال البلديات في المقابر".
وأوضح أنه "حتى لا يتكرر هذا المشهد المروع أرى أن من المتعين أن تقوم وزارة الشؤون البلدية بإلزام جميع البلديات في المملكة بأن أيِّ إحداثٍ أو إجراءٍ فني أو إنشائي في مقبرة فيجب الرجوع فيه قبل البدء إلى سماحة المفتي العام للمملكة بالرفع للمحكمة الشرعية في المدينة التي تقع فيها المقبرة".