قال مواطنون وشيوخ من محافظة خميس مشيط: إنه تم التعدي على حرمة الموتى في مقبرة، وسط المحافظة بعد نبش بعضها، وسفلتة جزء آخر لإقامة مضمار رياضي ومحلات تجارية. وكشف الشيخ أحمد الحواشي إمام الجامع الكبير بالمحافظة ل"سبق": "أن المقبرة هي مقبرة المحافظة الأساسية، وبدأ الدفن فيها منذ عقود مضت، وامتلأت بآلاف الموتى، وفي عام 1395ه تم الاستيلاء عليها من قبل شخص استغل نفوذه الإداري، وأقام على طرفها مباني تجارية، وأجّر جزءاً منها لإدارة الحقوق المدنية، والآخر مجازر لبيع اللحوم". وأضاف: "أنكرنا على هذا الشخص، ولم يفد معه، فتوجهنا ل(الحقوق المدنية)، ونصحناهم بحرمة الصلاة على القبور، وبيَّنا لهم الموقف، وأخلَوْا مشكورين المبنى، وأجرينا عدة مخاطبات مع الجهات المختصة، ولم يتم التجاوب معنا". لفت إلى "أن الأمر ازداد سوءاً عندما شاهدنا عمال المقاولات تحفر المقبرة بواسطة معدات ثقيلة، انكشفت على إثرها عظام الموتى، وحزنّا كثيراً ونحن نرى الأحياء يعبثون بالأموات". وتابع "الحواشي" قائلاً: "39 عاماً وأنا وبعض المحتسبين نحاول جاهدين وقف التعدي على القبور، وأوصلنا الشكوى وأوضحنا الأمر لدى إمارة منطقة عسير، وإدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة خميس مشيط، وجهات أخرى، دون جدوى". وقال: "فوجئنا مؤخراً بالتدليس على مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عندما أوصل له بعض المنتفعين أن المقابر قليلة جداً، وتم نقل بعضها إلى مقبرة أخرى، وفي الحقيقة أنهم كذبوا عليه؛ فالمقبرة تحوي آلاف الموتى". من جانبه أكد ل"سبق" عضو في اللجنة المشكلة لقضية المقبرة أن "أعضاء اللجنة المعنية هم من إمارة المنطقة، والمحكمة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشؤون الإسلامية، والبلدية". وقال: "بعد أن اكتشفنا الكذب على الشيخ المفتي من أن أعداد الموتى قليلون جداً، رفض ممثل الشؤون الإسلامية والهيئة والمحكمة التوقيع على إكمال العمل في المقبرة، ورفعنا محضراً يفيد أن المقبرة مليئة بالقبور، وأن الأسفلت يغطي أكثر من تسعة قبور، بخلاف عشرات القبور الأخرى التي تملأ المقبرة من عظام وهياكل ورفات، ولا يجوز العبث بها". وأضاف: "نطلب من المفتي إما الأمر بتسوير المقبرة، أو انتشال القبور ونقلها لمكان آخر".