واصل "الملتقى الثقافي" بالنادي الأدبي بالرياض -الذي يُشرف عليه الناقد الدكتور سعد البازعي، اللقاء بجمهوره ومتابعي أطروحاته العميقة؛ حيث ألقى حمد الراشد ورقة عنوانها "إشكالات وقراءات في الأدب الفلسفي". وقد تحدّث الراشد عن سمات الاختلاف بين الأدب والفلسفة؛ فذكر أنه "عندما نقول (الأدب الفلسفي) فنحن بإزاء كلمتين كل واحدة منهما تحمل زخماً وإرثاً وثقافة ودلالات ومعرفة؛ لذا لا بد من وضع علاقة الإضافة بين الكلمتين بين قوسين؛ حتى تصبح المسألة معلقة ومفتوحة على ما تحتمله من معانٍ وأفكار وتأويل؛ ولذلك لن أنطلق من تعريفات لتكون أساساً في التمييز بين مجالي الأدب والفلسفة، ثم تحدّث عن الفلسفة من زاويتين: الزاوية الفنية، والزاوية العلمية، وفي موضوعات تخص فلسفة الميتافيزيقيا، وفلسفة الجمال، وفلسفة الفن، وفلسفة التأويل، وفلسفة النقد، والفلسفة الاجتماعية، لتظهر لنا جلياً سمات أدبية وفنية في ثنايا اللغة الفلسفية، تجعل تلك الموضوعات زاوية تتقارب مع انطباعات شاعرية وصور فنية بديعة وخيال.
ثم تطرّق إلى لمحات وأفكار فلسفية داخل الفن والأدب؛ قائلاً: "إنها عمل فني أبدعها الفنان بحسه ومخيلته وحلمه؛ مضفياً إليها تصويراً وعاطفة وإيحاء؛ فكأن الفنان أراد أن يُخرج مثل هذا العمل إلى الناس كولادة كائن جديد؛ بحيث يحتفي به الناس".
بعدها تحدّث عن أدب "أبي حيان التوحيدي" الفلسفي، وقال: "من قرائن التفلسف في التراث العربي ما نجده في أدب وكتابات أبي حيان التوحيدي؛ فهي شاهدة على موسوعيته وتفكره، وعلى أسئلته ونقده، بمثل ما هي توثيق لأعلام عصره وما قدموه، وما دار بينهم من لمحات عقلية وكنوز معرفية، ومن أبرز هؤلاء "أبو سليمان" المنطقي".
وختم "الراشد" ورقته بالحديث عن حكمة "المعري" وأفكاره الفسلسفية، وعن "جبران" وتنوير الإنسان، و"صلاح عبدالصبور" والإبداع الحداثي؛ حيث إنه من أبرز أعلام الحداثة الأدبية التي فتحت آفاقاً ثقافية وفكرية جديدة؛ للانعتاق من أساليب تقليدية وإضافات متجددة لمسارات الأدب بكل أنواعه؛ حيث أصبحت الحداثة رافداً لاتصال الفن بالفكر وبالأفكار الفلسفية. بعدها علّق الناقد الدكتور سعد البازعي (المشرف على الملتقى)، ثم بدأت المداخلات من الحضور.
من جهة أخرى أقام "منتدى الشباب الإبداعي" -الذي يشرف عليه عبدالرحمن الجاسر- تجارب شبابية لثلاثة شبان، وهم: هاجد محمد، ورشاد حسن، ونايف البيز، وأدارها مفلح الشمري بحضور عدد كبير من الجمهور.
وفي مستهل الفعالية ألقى أمين منتدى الشباب الإبداعي عبدالرحمن الجاسر كلمة رحّب فيها بالحضور؛ مشيراً إلى اهتمام النادي بهذه التجارب ومساعدة الشباب على الفُرَص؛ لعرض تجاربهم من خلال الندوات التي تُعقد بالنادي الأدبي بالرياض، بعدها ألقى الشباب مقاطع من قصائد لهم نالت استحسان الحضور.
وفي سياق آخر يستعدّ النادي حالياً للإعلان عن الدورة السابعة من "جائزة كتاب العام"، ومقدارها مائة ألف ريال، مقدمة من ممول الجائزة (بنك الرياض)، وسيُعقد الاجتماع الأول للجنة الجائزة قريباً برئاسة الدكتور صالح المحمود، نائب رئيس مجلس إدارة النادي أمين عام الجائزة.