أكد المشاركون بمؤتمر "الأمراض المعدية.. خطر محدق وآفاق مضيئة" الذي يواصل أعماله لليوم الثاني على التوالي، أن الأبحاث والدراسات الجارية حول مرض الإيدز أحدثت العديد من التطورات الإيجابية على صعيد الوقاية والعلاج من المرض، موضحين أن المتخصصين توصلوا لعلاجات حديثة تتراوح بين حبة وثلاث حبات كحد أقصى، مشيرين للتطور الملموس في تشخيص جينات الدرن خلال العشر سنوات الأخيرة. وعرض استشاري الأمراض المعدية والإيدز ومدير مكافحة العدوى بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة الدكتور غسان يوسف ولي لآخر المستجدات في علاج مرض الإيدز لعام 2014، مؤكداً أهمية التشخيص المبكر وتطبيق توصيه مركز مكافحة العدوى الأمريكي بعمل التحليل لكل شخص بين عمر 16-65 بغض النظر عن وجود مسببات لعمل التحليل، وأوضح أن علاج المرض أصبح ميسراً عن ذي قبل، فأصبح العلاج يتكون من حبة إلى ثلاث حبات كحد أقصى، كما أن الأدوية الجديدة لعلاج الإيدز تمكن من علاج فيروس الكبد نهائياً، وذلك لمرضى الإيدز المصابين بالالتهاب الكبدي، مؤكداً أنه بات بالإمكان القضاء نهائياً على الفيروس لدى الأطفال المولودين حديثاً، كما توصلت الأبحاث الجديدة حول المرضى إلى إمكانية استخدام الأدوية كأمصال لمنع المرض، وذلك بإعطائها لأشخاص غير مصابين وتعتبر هذه الطريقة حدثاً جديداً في مكافحة المرض .
وأوضح الدكتور مازن بري، أنه عقد على هامش المؤتمر، أمس الأربعاء، ورشة عمل عن مرض الدرن، جرى فيها مناقشة آخر العلاجات الحديثة التي بدأ استعمالها منذ ستة أشهر فقط، كما نوقشت خطط وبرامج منظمة الصحة العالمية في إبادة مرض الدرن في عام 2050م، وجرى استعراض تاريخ مرض الدرن وطرق تشخيصه التي لم تتطور منذ أكثر من مائة عام إلا في العشر سنوات الأخيرة التي شهدت تطوراً ملموساً في إستعمال الجينات لتشخيص المرض .
وذكرت رئيسة فرع الجمعية بالمنطقه الوسطى الدكتورة مشيرة عبدالعزيز عناني، أن المؤتمر يعد أحد النشاطات المتعددة التي تعقدها الجمعية في مناطق المملكة المختلفة لتوعية جمهور الأطباء والأخصائيين الصحيين بآخر المستجدات في مجال الامراض المعدية والوبائية .
وأضافت: "أن المؤتمر شهد في أول أيام انعقاده مشاركة متميزة لنخبة من الأطباء وكبار المسؤولين في مجال الأمراض المعدية ومكافحة للعدوى والأحياء الطبيّه الدقيقة، وكذلك شهد حضوراً مكثفاً للأطباء المتدربين في مجال الأمراض المعدية والذين التحقوا بورش عمل تم خلالها التقديم التفاعلي لبعض الحالات المرضية وأسلوب علاجها تحت إشراف لجنة من المختصين".
وأكدت كبيرة منسقي مكافحة الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة الدكتورة هنادي السالمي: "أن المنظومة الصحية المتكاملة تتطلب تطبيق المعايير الدولية لمكافحة العدوى بالمستشفيات، وكذلك أسس الجودة الطبية الشاملة، وأوضحت أن في مقدمة هذه المعايير وجود لجنة لمكافحة العدوى بالمستشفى لمراقبة الجراثيم في المستشفى ومدى تعرض المرضى لتلوث الجروح بعد العمليات الجراحية".
وتحدث الأستاذ المشارك بكلية الطب جامعة الملك خالد واستشاري الأمراض المعدية الدكتور طارق الأزرقي حول مكافحة وعلاج الأمراض الناتجة عن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، موضحاً أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وهي من النوعية التي يصعب علاجها، كاشفاً أن انتشار مثل هذه البكتيريا المقاومة والتي تسمى البكتيريا السوبر ناتج استخدام المضادات الحيوية دون تقنين في العيادات والمستشفيات.
يذكر أن مؤتمر "الأمراض المعدية.. خطر محدق وآفاق مضيئة" واصل أعماله أمس في أول أيام أعماله بفندق الحياة جدة، حيث تنظمه الجمعية السعودية للأحياء الطبيّه الدقيقة والأمراض المعدية، ويشارك فيه نخبة من الأطباء والاستشاريين من داخل وخارج المملكة .