حاول أحد حراس الأمن بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف منع مرافق لوالده المريض من الصعود عبر المصعد الداخلي مدعياً أنه خاص بالموظفين، في الوقت الذي يعاني فيه المرافق من إصابة في الرباط الصليبي، وقد يزيد ألمها في حال تكرار صعوده عبر السلم؛ فحدث اشتباك بينه وبين حارس الأمن، دفعه لشكواه لدى إدارة المستشفى، التي استقبلت شكواه رسمياً، وتتابعها حالياً لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقها. وقد حاول حارس الأمن سحب جوال المرافق، مدعياً أنه صوره أثناء وقوع الحالة.
وقال المرافق "محمد الحارثي": بتاريخ 29-5-1435ه، يوم الاثنين، تم تنويم والدي بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، وقمتُ بمرافقته، وذلك بعمل ورقة مرافقة رسمية من المستشفى.
وأضاف: اليوم الثلاثاء توجهت إلى منزلي لإحضار بعض المستلزمات الخاصة بوالدي مع إحضار غطاء لأنام عليه، وحين دخلت المستشفى في تمام الساعة السابعة صباحاً تقريباً استوقفني رجل الأمن (سكيورتي)، وقال لي: ممنوع إدخال الأغطية.
فقمت بإرجاع غطاء النوم إلى سيارتي، ورجعت لكي أصعد إلى الدور الأول؛ لأتفاجأ برجل الأمن نفسه يستوقفني ويقول لي: ممنوع تطلع بالمصعد؛ لأنه خاص بالموظفين.
وقال: كنت أعتقد أنه يمازحني، لكني صُدمت بجديته، فشرحت له أن الدولة - حفظها الله - وضعت هذه المصاعد لخدمة المواطنين والمرضى، وليس للموظفين فقط، وشرحت له أيضاً أني أعاني مشاكل صحية بالأربطة، وهذا موثق بالمستشفى.
وبعد محاولات معه وافق على استخدامي المصعد، وفي ظنه أنه تفضل علي. المهم، عندما صعدت لوالدي تذكرت أني نسيت بعض مستلزماته بسيارتي، فرجعت لأحضرها، وتوجهت للمصعد ظنا مني أن رجل الأمن قد رجع لوعيه وفهم أن ما يفعله خطأ.
وتابع: دخلت المصعد، ودخل معي ممرضون وممرضات، لأفاجأ بقدوم السكيورتي إلي داخل المصعد، وقال بالحرف الواحد: المرة الأولى خليتك تطلع، أما المرة هذه والله ما تطلع إلا مع الدرج. فقلت له إنني لن أخرج من المصعد، وقمت بتصوير المشهد بكاميرا جوالي توثيقاً لكي يرتدع، ويحس بمسؤولية ما يقوم به، لكنه لم يبالِ، بل قام بالإمساك بي بصورة مهينة أمام المراجعين والموظفين، وحينها خرج كل من كان بالمصعد معي خوفاً من هذا المتهور.
وأضاف: قام بسحبي خارج المصعد، وقال لي: بتطلع الدرج ورجولك فوق رقبتك.
وقام بالتهجم علي بشتمي ومد يده علي مرة أخرى خارج المصعد بساحة المستشفى وكاميرات المستشفى تثبت جميع ما ذكرته، لحين أن تم الاتصال بالدوريات، وحاولوا إنهاء المشكلة بالصلح، لكنني رفضت، وقمت بالاتصال على رقم بلاغات وزارة الصحة 937، وقاموا بتوجيهي إلى مدير المستشفى، فتوجهت إليه، الذي قام بدوره بتوجيهي إلى علاقات المرضى، وتم تسليمي نموذجاً لكتابة الشكوى، وقمت بتسجيلها رسمياً تحت رقم 35008/ 158 بتاريخ 1 - 6 - 1435ه، وطالبت بصورة من الشكوى، لكنهم ذكروا أنهم سيرسلون لي رسالة برقم الشكوى لعدم وجود المسؤول للتوقيع عليها.
وأكد "الحارثي" أنه تم احتجازه بغرفة شركة الأمن أكثر من نصف ساعة، وعدم إخراجه إلا بعد أن قام بتسليمهم بطاقة الأحوال حسب طلبهم، وأن هذا مخالف للقانون؛ لأنها جهة غير مخولة برهن وسحب الأوراق والبطائق الرسمية، كذلك لم يراعوا حالة والده المسن والمصاب بالسرطان من الدرجة الرابعة.
المتحدث الرسمي بصحة الطائف سراج الحميدان قال في رده الرسمي على الواقعة: أصر المرافق على الصعود من المصاعد الخاصة بالمرضى والعاملات، وكان ذلك أثناء تسليم الشفت الصباحي، وهو الوقت الذي يكون الضغط فيه على المصعد كبيراً من حيث النزول والصعود، وطلب منه حارس الأمن عدم الصعود من هذا المصعد، واستخدام الدرج، ولاسيما أن والده بالدور الأول، فرفض، وقام بالتصوير، فطلب منه الحارس عدم التصوير، والخروج من المصعد، وهو ما تم بالفعل.
وأشار "الحميدان" إلى أن المواطن أُعطي إذناً من الطبيب المختص للبقاء بجانب والده المنوم في المستشفى، الذي يحتاج إلى مرافق يكون ملاصقاً له، إلا أن المرافق أكثر الخروج والدخول في أوقات متقاربة، وهو ما يؤدي إلى إرباك الحراسات الأمنية؛ وبالتالي لا بد من التحقق في حالة دخوله في أي مرة يعود فيها للمستشفى.
لافتاً إلى أن المرافق من المفترض أن يكون بجانب المريض، وليس الدخول والخروج بشكل متكرر.