أكَّد رئيس مجلس الشورى، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، أن حفظ القرآن الكريم وتلاوته والعمل به وعنايته وخدمته من أهم الواجبات، ومن أعظم الأعمال التي يُتقرّب فيها إلى الله جل شأنه، لما فيها من إصلاح للإنسان وفلاحه واستقامته وهداه. وقال آل الشيخ في حديث له بمناسبة عقد ملتقى مجمع الملك فهد الأول لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم: "إن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإسلام، فأنزل سبحانه كتابه العظيم القرآن الكريم فيه آيات محكمات، وفيه هدى للناس وفلاح وصلاح وتوفيق، وما عزَّ أمر أمة وعلا شأنها إلا بامتثالها لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقال جل شأنه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}". ونوَّه إلى أن كتاب الله عز وجل هو أصل الشريعة ومرجع العلم ومصدر التشريع، وطريق أمتنا التي بلغت به حضارتها العظيمة مبلغاً لم يبلغه سواها، فقد أنزله الحكيم الحميد نوراً وهدى للناس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي". وأوضح الدكتور عبدالله محمد آل الشيخ أن من صور التكريم والتشريف أن نزل هذا القرآن باللغة العربية فتشرَّفت به وزهت، وكانت هذه اللغة هي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي نطق بها المصطفى حيث كانت أبلغ إعجاز وصارت عنوان الشريعة ووعاء علومها، والأداة في الخطب والكتابة، حيث برز الخط العربي كفن من الفنون وملكة إبداعية وفن متميز حظي بالاهتمام والعناية عند العرب والمسلمين، وقد شجَّع النبي الصحابة على تعلُّم الكتابة، وسلك في ذلك وسائل مختلفة، حتى بلغ كُتَّاب الوحي أكثر من أربعين كاتباً، ثم تنوَّعت مظاهر العناية بالقرآن الكريم بعد الرعيل الأول، وبخاصَّة من ناحية كتابة المصحف الشريف وتجويدِها، والتفنّن في نَسْخه بأنواع الخطوط، وتذهيبه وزخرفته. وأبان رئيس مجلس الشورى أن من تمام فضل الله على المملكة العربية السعودية أن وفَّق قيادتها لاتخاذ القرآن الكريم أساساً ودستوراً لشؤون الحكم والحياة، وخدمته والعناية به، وإنشاء مجمع خاص لطباعته ونشره وتوزيعه، ولهذا وانطلاقاً من اهتمام هذا البلاد المباركة بالقرآن الكريم، ونظراً للدور الرائد الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في هذا المجال، وما يتصف به من مَرْجعيَّة في كتابة المصحف ومراجعته وتدقيقه وطباعته، وإدراكاً لأهمية عقد مُلْتقى يجمع أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم، صدرت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يعقد ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف في العالم. ووصف آل الشيخ هذا الملتقى بأنه تظاهرة مباركة لتقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتكريمهم والاحتفاءِ بهم، وتجليةِ تجارِب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ للإفادة منها، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف، والعمل على إيجاد ضوابط مَرْعيَّة في زخرفة المصاحف، ودراسة سبل التوفيق بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي؛ خدمةً للخط العربي ، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، وعرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين ، وتشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف. وختم آل الشيخ: "إن ذلك الاهتمام الجمّ والمتواصل من هذه البلاد- حماها الله- ما هو إلا تجسيد لحرص ولاة الأمر فيها، حيث اعتنوا بالقرآن الكريم عنايةً عظيمة ً، ورعايةً كريمةً ، سائلاً الله الكريم أن يوفق القائمين على الملتقى، وأن يجزيهم خير الجزاء، وأن يؤتي هذا الملتقى ثماره".