شكَّل لقاء مفتوح عقدته مؤسسة الملك خالد الخيرية مساء أمس الأول (الثلاثاء) منصة تواصل بين شاب كفيف وآخر أصم؛ إذ تفاعل الأول مع الأخير حول التحديات التي واجهها قبل أن ينجح في إصدار قاموس من شأنه دمج فئة الصم في المجتمع، بينما أوجز الكفيف قصة نجاحه في ترجمة قوائم المطاعم بلغة "برايل"، في حين جمعت الاثنان لغة مشتركة حول أهمية دعم المؤسسات الخيرية والشركات والجهات الحكومية للمبادرات والمشاريع التنموية، وخصوصاً فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة. اللقاء عقدته المؤسسة في مقرها بالرياض احتفاءً بالمبادرات التي تنافست العام الماضي على جائزة الملك خالد (فرع شركاء التنمية)، والتي ترشح لها ثلاثة مبادرين، وفاز بالمركز الأول مبادر من ذوي الاحتياجات الخاصة (أصم)، بالرغم من أنها موجهة لجميع شرائح المجتمع. وشهد اللقاء دعوات ساقتها عضو مجلس الشورى رئيسة لجنة التقييم لفرع شركاء التنمية بجائزة الملك خالد، الدكتورة ثريّا عبيد، لإيجاد بيئة محفزة من القطاعين الحكومي والخاص لدعم المشاريع الريادية، وخصوصاً الخيرية منها، ورفع حس المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى تشجيع المشاركة في التنمية عبر المشاريع الريادية.
وتحدث المبادرون الثلاثة في اللقاء الذي حضره عدد من المهتمّين والناشطين والداعمين للمبادرات الرائدة في مجال التنمية الاجتماعية، يتقدّمهم أعضاء لجنة التقييم لفرع شركاء التنمية بجائزة الملك خالد، وتطرّقوا إلى التحديات التي واجهوها في طريقهم لإنجاح مشاريعهم، داعين المؤسسات والجمعيات الخيرية إلى دعمهم، إلى جانب وسائل الإعلام.
وشهد اللقاء الذي أداره عضو لجنة التقييم لفرع شركاء التنمية، عبدالعزيز طرابزوني، استعراض المبادرات الثلاث التي وصلت لمرحلة التصويت بدورة الجائزة الأولى العام الماضي 2013م، وهي مبادرة دمج فئة الصم في المجتمع (لصاحبها بدر العمري)، وأيضاً مبادرة تعميم قائمة تقديم الطعام بلغة "برايل" في المطاعم (لصاحبها محمد سعد الشمري)، ومبادرة "تروشيه" المعنية بجمع مخلفات البلاستيك والنايلون الضارة بالبيئة، وتحويلها على أيدي سيدات لأعمال يدوية إبداعية، يمكن بيعها والاستفادة منها (لصاحبتها ريم بخيت).
وفُسح لهم المجال لاستعراض مبادراتهم أمام الحضور، ورصد تأثيرها على المجتمع، إضافة لمناقشة أبرز الدروس المستفادة من المبادرة في حوار مفتوح نوقش فيه كيفية الحفاظ على استدامة هذه المبادرات، وتطوير مسارها في المستقبل.
وقالت د. ثريا عبيد "إن تجربة رئاسة لجنة جائزة شركاء التنمية شكّلت مصدر معرفة لي؛ إذ اكتشفت ما يحمله وطني من مبدعين ومبدعات ملتزمين بخدمة المواطنين دون نزعة الظهور أو الانتفاع الذاتي". موضحة أن اللجنة اعتمدت خمسة معايير للتقييم، وتتناول حاجة اجتماعية ملحة، ولها أثر إيجابي، ومبتكرة، وملهمة للآخرين، وقابلة للتكرار. لافتة إلى أن هذه الجائزة فريدة من نوعها؛ كونها تعتمد على التصويت الإلكتروني، وكان شعارها من "المواطن وإلى المواطن".
من جهته، أعلن الأمين العام لجائزة الملك خالد رياض بن محمد العبدالكريم الرابع من شهر مايو المقبل موعداً لإطلاق الجائزة بدورتها لهذا العام 2014م، في فروعها الثلاثة (شركاء التنمية، التميّز للمنظمات غير الربحية والتنافسية المسؤولة).