توقع مزارعو الورد في الطائف أن يصل إنتاج مزارعهم للعام الحالي إلى أكثر من 250 مليون وردة في ظل الأجواء الزراعية الملائمة لعملية القطاف هذه الأيام، على رغم موجة البرد القاسية التي حلت بالمحافظة قبل أسبوعين. وكانت معامل تقطير ماء الورد الطائفي استقبلت خلال العام المنصرم نحو 230 مليون وردة، وأنتجت قرابة 19500 تولة من الدهن العطري الشهير للورد الطائفي، كما تشير التوقعات إلى إنتاج أكثر من 20 ألف تولة من دهن الورد العطري خلال الموسم الحالي. وأوضح عبدالله قاضي، وهو أحد أقدم العاملين في مصنعي عطر وماء الورد في الطائف أن زراعة الورد تتميز بالحساسية العالية للعوامل الطبيعية من برودة ورطوبة. وقال: "إن الحصول على تولة واحدة من دهن الورد يتطلب غلي ما بين 12 - 18 ألف وردة في قدور تقليدية خاصة بطبخ الورد، وتقطير البخار المتصاعد الذي يحمل رذاذ عطر الورد عبر أنبوب يصل غطاء القدر بإناء". وأضاف: "ويتم تبريد البخار إلى أن يتكثف، ومن ثم تخرج قطرات الماء إلى قارورة زجاجية ضخمة تتراوح سعتها ما بين 20 - 35 لتراً، ويتم نزع الدهن العطري الطافي من أعلى ماء الورد بإبرة دقيقة تنتهي بأنبوب يصل طوله إلى 25سم، ويتم بعد ذلك تجميع الدهن العطري في آنية زجاجية متوسطة الحجم ريثما يتم توزيعه على القوارير الزجاجية الصغيرة والمعروفة بالتولة وأجزائها". يذكر أن معامل التقطير التقليدية في الهدا والشفا تستخدم القدور النحاسية التي درج أصحاب المعامل القدماء على استخدامها خلال العقود الماضية، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة انتشرت أواني "الاستنلستيل" الصقيلة في عملية الطبخ للورد.