حقّق سفير رياضة السيارات السعوديّة يزيد الراجحي فوزاً مدوياً وغير مسبوق في باها إيطاليا، ثاني جولات كأس العالم "للكروس كاونتري" المعتمدة تحت راية الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، حيث نجح في الاحتفاظ بصدارة البطولة مع ملاحه المتألق الألماني تيمو غوتشالك بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، ليبدأ رحلة الألف ميل في تحقيق حلمه في انتزاع لقب البطولة. وأقرّ الراجحي في وقت سابق بأنّه سيحاول تحقيق أكبر قدر من النقاط في أوّل مرحلتين من البطولة، وبالأخص أنه لم يسبق له أن خاض غمارهما من قبل، وبالتالي لا يمتلك أي تصور عنهما، إلّا إنّه لم يدرك بأنّ نجمه سيسطع في روسيا قبل أن يطير كال "صاروخ" في باها إيطاليا ويحرز لقبها للمرّة الأولى في مسيرته.
وقال بعد فوزه: "الحمد لله على تحقيقي المركز الأوّل في باها إيطاليا وتعزيز صدارة ترتيب نقاط كأس العالم للكروس كاونتري، بعد حصولي على المركز الأوّل في روسيا في وقت سابق. وبإذن الله ستكون هذه النتائج دفعة قويّة بالنسبة إلي لتحقيق نتائج مماثلة خلال الجولات المقبلة".
واعترف الراجحي بأنّه لم يكن يتوقّع الفوز في إيطاليا، إذ كان هدفه الأبرز يكمن في المحافظة على صدارته قبل التوجّه إلى الجولة الثالثة التي ستقام في العاصمة الإماراتية أبوظبي, وقال: "كان هدفي هو الحفاظ على الصدارة على الرغم من أنني على الأراضي الإيطاليّة للمرّة الأولى، مقارنةً ببقيّة المتسابقين لا سيما بطل الرالي أكثر من مرة الروسي بوريس غاداشين، وغيره من الأبطال الذين يعرفون طبيعة الأرض جيداً ولهم خبرة واسعة في مثل هذه السباقات".
واستلم البطل السعودي زمام الأمور في اليوم الأخير من الرالي بعدما كان بعيداً بفارق 21 ثانيّة عن المتصدر، إذ ارتكب خطأ في اليوم قبل الأخير أفقده قرابة 30 ثانيّة عن الصدارة.
وكشف الراجحي أنّ طبيعة الحدث شهدت جداول المياه والأنهار بفعل ذوبان الثلوج من الجبال المحيطة، في بعض الطرقات، وهو الأمر الذي لا يحبذه نظراً لاحتماليّة دخول المياه إلى المحرك.
كما أثنى سفير رياضة السيارات السعوديّة على دور ملاحه الكبير في هذا الإنجاز الكبير الذي لا يسجل له فقط أو لرياضة السيارات السعودية، وإنما لرياضة السيارات العربية، كونها المرة الأولى التي يحقق فيها سائق عربي المركز الأول في أي نشاط يتعلق برياضة السيارات ويقام في إيطاليا. ووصف ملاحه بأنه العين التي يرى بها متسابق الرالي المسار بطريقة مختلفة.
وبدأت جميع التوقعّات تصّب في خانة الراجحي، لأن الجولتين القادمتين ستقامان على الأراضي العربيّة، وتحديداً في أبوظبي وقطر، حيث يملك خبرة واسعة على المسارات الصحراويّة الطويلة.
وكان البطل السعودي يزيد الراجحي قد طوى صفحة باها إيطاليا بعد التتويج باللقب وحزم أمتعته على الفور عائداً إلى الخليج، حيث تنتظره مشاركة قوية أخرى في الجولة الثانية من بطولة الشرق الأوسط التي تحتضنها دولة الكويت، متطلعاً لتجديد ذكرى عام 2008 عندما حصد التفوق وحلق بالمركز الأول.
ويشكل تحقيق الراجحي لبطولة باها إيطاليا حافزاً قوياً للعمل على إضافة إنجاز جديد، خاصة أنه جاء في ظل منافسة شديدة مع أبطال العالم.