قام وفد من الاتحاد البرلماني الدولي متعدد الأغراض ممثلاً بسفير النوايا الحسنة في المملكة الأردنية الهاشمية الكاتب والمهندس عبد الرحمن محمد وليد بدران، والمدير الإقليمي للاتحاد الدكتور محمود عساف بزيارة إلى مخيم الزعتري بالأردن؛ لمعاينة أوضاع اللاجئين السوريين على أرض الواقع، حيث كشف "بدران" ل"سبق" عما تم رصده من قبل وفد الاتحاد البرلماني الدولي أثناء الزيارة إلى المخيم، والذي يضم أكثر من 150 ألف لاجئ سوري. وقال إن من بين السلبيات التي رُصدت داخل المخيم غياب الرقابة والمتابعة الصحية للمنظمات الدولية عما يباع ويُشترى من مأكولات بين اللاجئين، موضحاً أن الكثير منها يُعرض للبيع بشكل غير صحي وسط غياب تام لأي رقابة صحية من المنظمات الدولية، وأيضاً جهل بعض اللاجئين بالجهات التي توزّع عليهم المساعدات.
وقال إن بعض اللاجئين يقومون باستغلال ظروف الآخرين، حيث لاحظ الوفد أن بعض السوريين الذين غادروا المخيم عائدين إلى سوريا كانوا يبيعون الكرفانات التي توزَّع عليهم مجاناً من مفوضية الأممالمتحدة لغيرهم من اللاجئين بمبالغ وصلت إلى 450 ديناراً أردنياً أي حوالي 2385 ريالاً سعودياً، وآخرين يؤجِّرونها للعائلات المضطرة لها بمبالغ وصلت شهرياً حتى 150 ديناراً أردنياً حوالي 795 ريالاً سعودياً.
ولفت إلى أن الكثير من اللاجئين يعمدون إلى بيع المؤن التي توزع عليهم لبعضهم مما يؤدي لوصولها إلى أيادي بعض التجار خارج المخيم والذين بدورهم يقومون ببيعها مرة أخرى داخل المخيم بأكثر من قيمتها بكثير، وتابع: تم رصد أيضاً انتشار البيئة غير الصحية داخل المخيم وانعدام النظافة، مما قد يؤدي لتفشي الأمراض والأوبئة بين اللاجئين.
وقال "بدران" بأن الوفد رغم ذلك رصد أيضاً إيجابيات عدة داخل المخيم ومنها توفر جميع المؤن والمستلزمات حيث عاين الوفد بنفسه بيع مختلف أنواع الطعام والشراب ومختلف المستلزمات الأخرى من إكسسوارات ومستلزمات منزلية وملابس وحتى فساتين الأفراح وغيرها من المؤن، موضحاً أن مفوضية الأممالمتحدة توزِّع الخبز بشكل يومي على اللاجئين بكمية تتراوح ما بين 3 إلى 4 أرغفة للشخص الواحد داخل كل عائلة وأكد أنه يتم توزيع المؤن من أرز وزيت وعدس وبرغل وغيرها لكل أسرة كل 15 يوماً، بجانب كوبونات بقيمة 9 دنانير أردنية حوالي 45 ريالاً سعودياً للشخص الواحد؛ لشراء ما لا تشمله المؤن الموزعة على اللاجئين داخل المخيم.
وأشار "بدران" إلى قيام الوفد بمعاينة بعض المؤن الموزعة على اللاجئين حيث قاموا بتناول الطعام داخل المخيم لتجربة صلاحيته، كاشفاً عن وجود تعاون من اللاجئين مع بعضهم بعضاً واستعدادهم لتقديم منتجاتهم لإخوانهم اللاجئين دون مقابل مادي في كثير من الأحيان؛ تقديراً لظروفهم وأيضاً توفر جميع الأدوية والعلاجات بشكل مجاني من قبل جمعية العون الطبية الأردنية والمستشفى السعودي الميداني والمغربي العسكري والفرنسي العسكري.