تتواصل المساعدات السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في مخيمي الزعتري والحدائق بالأردن (120 كم عن عمان)، حيث تم يوم أمس توزيع المؤن الغذائية والألبسة والعصائر والمياه على قاطني تلك المخيمات والتي تقدر بأكثر من ألف خيمة تحت إشراف مباشر من قبل مدير المتابعة والتنسيق في الحملة الوطنية السعودية يوسف بخيت الرحمة الذي يشرف على استلام كل خيمة حقها بالكامل من تلك المساعدات. ولم تتوقف المساعدات على المخيمات فقط، حيث انتقلت الحملة إلى داخل العاصمة الأردنية وتحديدا في منطقة «ماركا الشمالية» وهي منطقة يقطنها عدد من اللاجئين السوريين من خارج المخيمات، حيث وصلت إليهم المساعدات السعودية داخل المنازل التي قاموا بتأجيرها لهم ولعوائلهم واشتملت على المياه والعصائر والأدوات المستخدمة في الطهي والبسكويتات والأرز والسكر. وأوضح ل»المدينة» مدير التنسيق والمتابعة في الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين يوسف بخيت الرحمة أن القافلة السعودية استفاد منها أكثر من 1000 عائلة سورية في مخيم الزعتري وكذلك أكثر من 370 أسرة في مخيم حدائق الملك عبدالله بالرمثاء، وأنهم قاموا بتشغيل فئة من الشباب السوري معهم في تفريغ وتوزيع الشاحنات كونهم على دراية بالأسر السورية القاطنة في المخيم وبغية استفادتهم المادية كذلك. وأكد الرحمة أن توزيع حمولات القافلة ستستمر الأيام القادمة بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة. وقال مدير التعاون والعلاقات العامة في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين علي بيبي ل»المدينة» إنه يتوقع إيصال التيار الكهربائي لمخيم الزعتري في غضون الأربع وعشرين ساعة القادمة، مؤكدا أن طواقم شركة الكهرباء الأردنية تعمل على مدار الساعة لإيصال التيار الكهربائي للمخيم. فيما كشف وزير الصحة الدكتور عبداللطيف وريكات اصابات جديدة بالسل لدى اللاجئين السوريين ليرتفع عدد الإصابات المسجلة بينهم إلى 18، مؤكدا خضوع المصابين للعلاج والرعاية الطبية اللازمة مجانا. ودعا وريكات الهيئات والمنظمات الدولية الى تقديم الدعم والمساندة للأردن في المجال الصحي ليتسنى له الاستمرار في تقديم الخدمة الصحية المثلى للاجئين السوريين الذين يزدادون نحو 1000 لاجئ يوميا. ومن جهة أخرى قال ممثل مفوضية الأممالمتحدة للاجئين أندرو هاربر في حديث لوسائل الإعلام إنه بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة لمخيم الزعتري إلا أن تدفق اللاجئين السوريين مستمر وبوتيرة عالية. وعزا استمرار تدفق السوريين للأردن لحالة الإحباط التي يعيشونها بسبب ارتفاع وتيرة العنف في بلدهم وبحثهم عن ملاذ آمن، وهو ما استطاع الأردن أن يحققه ليصبح نموذجا في حسن الاستضافة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها. وأضاف هاربر أن المخيم أصبح يزوره يوميا عدد كبير من البعثات الدبلوماسية العربية والاجنيبة للاطلاع على واقع المعيشة في المخيم، ونأمل من هذه الزيارات أن تؤتي ثمارها وان يقدموا دعمهم المالي بكرم لنتمكن من تبديل الخيام بسكن مؤقت بعمل مشترك مع الهيئة الهاشمية الخيرية الأردنية، حيث إن كلفة الوحدة السكنية تبلغ حوالي 2500 دينار أردني، وهذا المبلغ قليل مقابل توفير حياة كريمة للاجئين السوريين. وأوضح أن عدد الذين دخلوا أمس وأمس الأول أكثر من 650 شخصا، وأصبح عدد المقيمين في المخيم يفوق 4 آلاف لاجئ، وتجاوز عدد المسجلين لدى المفوضية 40 ألفا. وأشار أندرو إلى أن تموز الماضي كان الأعلى في استقبال اللاجئين السوريين إذ وصل الأردن 18 ألف سوري بطريقة غير قانونية، مقارنة مع حزيران الماضي إذ وصل 5 آلاف لاجئ، وحض المجتمع الدولي على البدء في تقديم دعم مادي للأردن ليتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين الذين يتدفقون بالمئات يوميا.