أعلن مدير عام شركة "جود لايت" بشيكاغو الأمريكية، كريس جرين، موافقة الشركة على منح جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية بالسعودية، حق توزيع "برنامج الآي سباي" خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، وجاء ذلك أثناء اجتماع الشركة عبر "السكايب" الخميس الماضي، مع أمين عام جمعية إبصار محمد توفيق بلو، بهدف إطلاق برنامج "الآي سباي". وصدر القرار بعد موافقة "شركة فيجن كويست" الأمريكية صاحبة براءة اختراع البرنامج والمنتجة له، وهي شركة غير ربحية تعمل في مجال أبحاث وتطوير الحلول لمعالجة مشكلات قياسات الإبصار والتدخل المبكر، عقب زيارة الرئيس التنفيذي للشركة ريتشارد سكوت للمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة الثامنة للعناية بضعف البصر.
وعُرض برنامج الآي سباي على الأطباء وأخصائيي البصريات أثناء الدورة بحضور ممثل الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة، والعضو المالي وأمين صندوق الجمعية المهندس عبد العزيز حنفي، حيث اطلع على جمعية إبصار وأنشطتها، واتخذ القرار تقديراً لما لمسته شركته من الدور البارز الذي تقوم به جمعية إبصار في مجال مكافحة العمى الممكن تفاديه والتدخل المبكر.
وقدّر مدير عام شركة جرين، دور جمعية إبصار في العناية بضعف بصر الأطفال والكبار ومكافحة العمى الممكن تفاديه، وما لاحظه طيلة السنوات الماضية من أثر بارز للجمعية في منطقة شرق الأبيض المتوسط.
ورافق قرار دعم الشركة للجمعية بمنحها أحقية التوزيع، توزيع منتجات أبحاث قياسات الإبصار والمعينات البصرية، حيث اتفقت الشركة مع جمعية إبصار على تخصص عائدات بيع برنامج آي سباي لتمويل برنامجها في مكافحة العمى الممكن تفاديه والعناية بضعف بصر الأطفال، وحددت الشركة مبلغ 25 ريالاً لاختبار بصر الطفل الواحد.
من جهته، شكر أمين عام الجمعية بلو، الشركة على هذه المبادرة التي تعكس نموذجاً حضارياً لآليات دعم برامج مكافحة العمى بتخصيص إيرادات المنتجات للعلاج، متمنياً أن يحذو رجال الأعمال والجهات المحلية لاتخاذ مبادرات مشابهة بتمويل كشوفات النظر للأطفال في مدارس السعودية بصفة عامة والدول الأقل دخلاً اقتصادياً.
ونوه إلى أن الاكتشاف المبكر لأمراض العيون سيوفر الجهد والمال والحد من خطورة أمراض العيون التي تؤدي للعمى لدى الأطفال خصوصاً كسل العين والحول حيث يسهل التعامل معها ببساطة جداً، مشيراً إلى أن أحدث إحصائيات الوكالة الدولية لمكافحة العمى قد أكدت أن هناك 19 مليون طفل كفيف في العالم كان يمكن مساعدة أكثر من ثلاث أرباعهم لو تم الاكتشاف المبكر لعيوب الإبصار لديهم.
وأكد "بلو" سعي الجمعية لتعميمه لفحص لجميع طلاب المدارس من الصف الأول إلى الصف الخامس، حيث يتم تحويل الطلبة الذين لم يجتازوا الفحص إلى طبيب عيون متخصص لإجراء الفحص الشامل وصرف العلاج والأدوية اللازمة واتخاذ الاحتياطات المستقبلية لمنع تفاقم قصور وعيوب النظر للحد من وصولها مرحلة الإعاقة البصرية.
وبرنامج "آي سباي" جُرب علمياً للتحقق من جدواه من قبل كلية الطب بجامعة "آي أوف ذا ستورم جنوب ولاية كارولينا" كما أنه مرخص من قبل منظمة حماية سرية المعلومات الأمريكية "هيبا كومبلانت" و"الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء"، حيث تم من خلال هذا البرنامج تقييم سلامة رؤية الطفل بطريقة موحدة وفعالة.
وطبيعة البرنامج، أنها لعبة مسلية لا تستغرق أكثر من 6 دقائق، توفر نتائج مماثلة لتلك النتائج التي تصدر من قبل فني البصريات بواسطة جهاز المعيار الذهبي لتقييم الرؤية، بحيث من الممكن توفير القدرة على عمل مسح بصري لسلامة رؤية الأطفال على نطاق واسع ليحقق نتائج دقيقة وموثوق بها، وسهولة الاستخدام وصدق فعالية وموثوقية النتائج.
ويعمل البرنامج على تشجيع وتحفيز الأطفال على التفاعل مع بيئة إبداعية تنمي لديهم حب التعلم والتطور، وذلك من خلال أدوات البرنامج المتمثلة في جهاز كمبيوتر يعمل بنظام تشغيل "ويندوز" وشاشة عرض بمقاس 15 انش. تبعد مسافة ثلاثة أمتار بين الطفل وشاشة العرض واستخدام ملحق فأرة، ونظارة ثلاثية الأبعاد خاصة بالبرنامج.
وتتضح أهمية برنامج آي سباي في عالم التقنيات الحديثة في كونه يستنتج مستوى إبصار الطفل وإخراج تقرير يبين مدى ضرورة تحويل الطفل إلى طبيب عيون أو عيادة ضعف البصر.
وبدأت فكرة البرنامج حين أصيب ريتشارد سكوت المدير التنفيذي لشركة فيجن كويست غير الربحية بالعمى المؤقت في سن الخامسة، فكرس اهتمامه في الكبر لدراسة مشاكل الإبصار عند الأطفال وأنشأ هذا البرنامج، وتدور فكرته على بيئة رسومية تستهدف الطفل للعب من غير أن يستشعر أنه في عيادة طبية أو يشعر بالقلق والخوف.
وبموجبه يقوم الطفل بتسجيل اسمه وعمره ويدخل بعدها في جو اللعبة، وهي عبارة عن أشكال يقارن بينها، وظيفتها كشف مشاكل الإبصار سواء ضعف بصر أو انحراف أو عمى ألوان، ويتم قياسها ومعرفتها خلال البرنامج.
ويهدف البرنامج الذي يطبق على الطفل من سن الثالثة، إلى زيادة وعي أولياء الأمور عن الآثار السيئة المترتبة على مشاكل الإبصار غير المكتشفة لدى أطفالهم، والتعرف على أي أمراض أو قصور في بصر الأطفال المستهدفين، وتحويلهم بشكل سريع إلى عيادات العيون لإجراء الفحوصات لصرف العلاج اللازم والتوصيات.
إضافة إلى توجيه أولياء الأمور إلى ما يجب عمله في هذه الحالة، وكذلك متابعة الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية لخدمة ما بعد الفحص والعلاج وتوجيههم وتوعية أولياء أمورهم دوريا، سعياً إلى التقليل من أعداد المصابين بالعمى وضعف البصر على المدى البعيد لما يشكل ذلك من عبء اقتصادي واجتماعي على الجهات المستفيدة منه.
وقد بينت دراسات محلية حديثة أن الكشف المبكر وعلاج الأمراض ذات العلاقة بالبصر وهي في مرحلة الصغر هي أفضل الطرق لتفادي العمى وضعف البصر، فيما أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية إن عدد المصابين بالعمى في الشرق الأوسط بلغ في عام 2010 نحو 23.5 مليون شخص، منهم ما يقارب مليون طفل.
وبحسب الدراسات التي قامت بها العديد من الجهات الحكومية والخاصة تبين أن 90% من هذه الحالات كان يمكن تفاديها والتقليل من تأثيرها عند اكتشافها مبكراً، وفيما يخص الحقائق العلمية للبرنامج فقد بلغ عدد الأطفال الذين استخدموا برنامج الآي سباي بولاية أريزونا الأمريكية (195,555) طفلاً، حيث لم يجتاز 33,598 طفلاً المراحل بشكل صحيح وسليم، وتم تحويل 1343 طفلاً بشكل سريع إلى طبيب مختص لمتابعة حالاتهم، فيما نجح 158,660 طفلاً في اجتياز كافة المراحل بسلامة.